التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَٱلأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ
١٩
-الانفطار

روح البيان في تفسير القرآن

{ يوم لا تملك نفس لنفس شيئا } بيان اجمال لشأن يوم الدين اثر ابهامه وبيان خروجه عن دآئرة علوم الخلق بطريق انجاز الوعد فان نفى ادرآئهم مشعر بالوعد الكريم بالادرآء قال ابن عباس رضى الله عنهما كل ما فى القرءآن من قول تعالى وما ادراك فقد ادراه وكل ما فيه من قوله وما يدريك فقد طوى عنه ويوم مرفوع على انه خبر مبتدأ محذوف وحركته الفتح لاضافته الى غير متمكن كأنه قيل هو يوم لا تملك فيه نفس من النفوس شيأ من الاشياء او منصوب باضمار اذكر كأنه قيل بعد تفخيم امر يوم الدين وتشويقه عليه السلام الى معرفته اذكر يوم لا تملك الخ فانه يدريك ما هو ودخل فى نفس كل نفس ملكية وبشرية وجنية وفى شئ كل ما كان من قبيل جلب المنفعة او دفع المضرة { والامر } كله { يومئذ } اى يوم اذ لا تملك نفس لنفس شيأ { لله } وحده والامر واحد الاوامر فان الامر والحكم والقضاء من شأن الملك المطاع والخلق كلهم مقهورون تحت سطوات الربوبية وحكمها ويجوز أن يكون واحد الامور فان امور اهل المحشر كلها بيده تعالى لا يتصرف فيها غيره اخبر تعالى بضعف الناس يومئذ وانه لا ينفعهم الاموال والاولاد والاعوان والشفعاء كما فى الدنيا بل ينفعهم الايمان والبر والطاعة وانه لا يقدر أحد أن يتكلم الا باذن الله وامره اذ الامر له فى الدنيا والآخرة فى الحقيقة وان كان يظهر سلطانه فى الآخرة بالنسبة الى المحجوب لان المحجوب يرى ان الله ملكه فى الدنيا وجعل له شيأ من الامور والاوامر فاذا كان يوم القيامة يظهر له ان الامر والملك لله تعالى لا يزاحمه فيه احد ولا يشاركه ولو صورة وفيه تهديد لارباب الدعاوى واصحاب المخالفة وتنبيه على عظيم بطشه تعالى وسطوته.
وفى الحديث
"من قرأ اذا السماء انفطرت اعطاه الله من الاجر بعدد كل قبر حسنة وبعدد كل قطرة ماء حسنة واصلح الله شأنه يوم القيامة"
تمت سورة الانفطار بعون ما لك الاقطار فى الثانى والعشرين من صفر الخير من سنة سبع عشرة ومائة وألف.