التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا ٱلْقُبُورُ بُعْثِرَتْ
٤
-الانفطار

روح البيان في تفسير القرآن

{ واذا القبور بعثرت } قلب ترابها وأخرج موتا ولا يخالف ما سيجئ فى العاديات فان البعثرة تجيئ بمعنى الاستخراج ايضا اى كالقلب وفى تاج المصادر البعثرة شورانيدن وآشكارا كردن. ولذا قال بعضهم بالفارسية وآنكاه كه كورها زيروزبر كرده شود يعنى خاكهارا بشورانند تامدفونات وى ازاموات وكنجها ظاهر كردد ومردكان زنده شوند.
ونظيره بحثر لفظا ومعنى يقال بعثرت المتاع وبحثرته اى جعلت أسفله أعلاه وجعل أسفل القبور أعلاها انما هو باخراج موتاها وقيل لسورة براءة المبعثرة لانها بعثرت اسرار المنافقين وهما اى بعثر وبحثر مركبان من البعث والبحث مع رآء ضمت اليهما وقال الراغب من رأى تركيب الرباعى والخماسى نحو هلل وبسمل اذا قال لا اله الا الله وبسم الله يقول ان بعثر مركب من بعث واثير اى قلب ترابها وأثير ما فيها وهذا لا يبعد فى هذا الحرف فان البعثرة تتضمن معنى بعث وأثير وهذان من أشراط الساعة متعلقان بالسفليات فانه تعالى بعد تخريب السماء والكواكب يخرب كل ما على وجه الارض بنفوذ بعض البحار فى بعض ثم يخرب نفس الارض التى هى كالبناء بأن يقلبها ظهرا لبطن وبطنا لظهر وفيه اشارة الى خراب قبور التعينات وصيرورة المتعين مطلقا عن التعينات لان التعينات قبور الحقائق المطلقة والى قبور الابدان فانها تخرج ما فيها من الارواح والقوى بالموت.