التفاسير

< >
عرض

عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ
٥
-الانفطار

روح البيان في تفسير القرآن

{ علمت نفس } اى كل نفس برة كانت او فاجرة كما سبق فى السورة السابقة وفى فتح الرحمن نفس هنا اسم الجنس وافرادها ليبين لذهن السامع حقارتها وقلتها وضعفها عن منفعة ذاتها الا من رحم الله تعالى { ما قدمت } فى حياتها من عمل خير أو شر فان ما من ألفاظ العموم { وأخرت } من سنة حسنة او سيئة يعمل بها بعده قال عليه السلام "أيما داع دعا الى الهدى فاتبع فله مثل اجر من اتبعه الا انه لا ينقص من اجورهم شئ وأيما داع دعا الى الضلالة فاتبع فله مثل اوزار من اتبعه الا انه لا ينقص من اوزارهم شئ " او ما قدم من معصية وما أخر من طاعة وفى التأويلات النجمية علمت نفس ما قدمت أخرجت من القوة الى الفعل بطريق الاعمال الحسنة او السيئة وما أخرت أبقت فى القوة بحسب النية قوله علمت الخ جواب اذا اى اذا وقعت هذه الاشياء وخربت الدنيا علمت كل نفس الخ لكن لا على انها تعلمه عند البعث بل عند نشر الصحف لما عرفت فى السورة السابقة من أن المراد بها زمان واحد مبدأه النفخة الاولى ومنتهاه الفصل بين الخلائق لا ازمنة متعددة حسب تعدد كلمة اذا وانما كررت لتهويل ما فى حيزها من الدواهى فالمراد العلم التفصيلى الذى يحصل عند قرآءة الكتب والمحاسبة واما العلم الاجمالى فيحصل فى اول زمان البعث والحشر لان المطيع يرى آثار السعادة العاصى يرى آثار الشقاوة فى اول الامر قال ابن الشيخ فى حواشيه العلم بجميع ذلك كناية عن المجازاة عليه والمقصود من الكلام الزجر عن المعصية والترغيب فى الطاعة.