التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
١٤
-المطففين

روح البيان في تفسير القرآن

{ كلا } ردع للمعتدى عن ذلك القول الباطل وتكذيب له فيه ويجوز أن يكون ردعا عن مجموع التكذيب والقول { بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } قرأ حفص عن عاصم بل باظهار اللام مع سكته عليها خفيفة بدون القطع ويبتدئ ران وقرأ الباقون بادغام اللام فى الرآء ومنهم حمزة والكسائى وخلف وأبو بكر عن عاصم يميلون فتحة الرآء قال بعض المفسرين هرب حفص من اجتماع ثقلتى الرآء المفخمة والادغام انتهى ويرد عليه قل رب فانه لا سكتة فيه بل هو بادغام احد المتقاربين فى الآخرة فالوجه انه انما سكت حفص على لام بل ران وكذا على نون من راق خوف اشتباهه بتثنية البر ومبالغة مارق حيث يصير بران ومراق وما موصوله والعائد محذوف ومحلها الرفع على الفاعلية والمعنى ليس فى آياتنا ما يصح ان يقال فى شأنها مثل هذه المقالات الباطلة بل ركب قلوبهم وغلب عليها ما كانوا يكسبونه من الكفر والمعاصى حتى صارت كالصدأ فى المرءآة فحال ذلك بينهم وبين معرفة الحق كما قال عليه السلام "ان العبد كلما اذنب ذنبا حصل فى قلبه نكتة سوداء حتى يسود قلبه" ولذلك قالوا ما قالوا والرين صدأ يعلو الشئ الجلى والطبع والدنس وران ذنبه على قلبه رينا وريونا غلب وكل ما غلبك رانك وبك وعليك كما فى القاموس وران فيه النوم رسخ فيه وفى التعريفات الران هو الحجاب الحائل بين القلب وعالم القدس باستيلاء الهيئات النفسانية ورسوخ الظلمانية الجسمانية فيه بحيث ينحجب عن أنوار الربوبية بالكلية والغين بالمعجمة دون الرين وهو الصدأ فان الصدأ حجاب رقيق يزول بالتصفية ونور التجلى لبقاء الايمان معه والرين هو الحجاب الكثيف الحائل بين القلب والايمان ولهذ قالوا الغين هو الاحتجاب عن الشهود مع صحة الاعتقاد والطبع ان يطبع على القلب والاقفال ان يقفل عليه قيل الاقفال اشد من الطبع كما ان الطبع اشد من الرين قال القاشانى فى الآية اى صار صدأ عليه بالرسوخ فيها وكدرجوهرها وغيرها عن طبعها والرين حد من تراكم الذنب ورسوخه تحقق عنده الحجاب والغلق باب المغفرة نعوذ بالهل منه قال أبو سليمان الدارانى قدس سره الران والقسوة همازماما الغفلة فمن تيقظ وتذكر أمن من القسوة والرين ودوآؤهما ادمان الصيام فان وجد بعد ذلك قسوة فليترك الادام وقال بعض الكبار القلب مرءآة مصقولة كلها وجه فلا تصدأ ابدا وان اطلق عليها الصدأ فى نحو حديث ان القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد وان جلاءها ذكر الله وتلاوة القرءآن فليس المراد بذلك الصدأ انه طخاء طلع على وجه القلب ولكنه لما تعلق واشتغل بعلم الاسباب عن العلم بالمسبب كان تعلقه بغير الله صدأ على وجه القلب مانعا من تجلى الحق اليه اذا لحضرة الآلهية متجلية على الدوام لا يتصور فى حقها حجاب عنا فلما لم يقبلها هذا القلب من جهة الخطاب الشرعى المحمود وقبل غيرها عبر عن قبول الغير بالصدأ ولكن والقفل وغير ذلك وقد نبه الله على ذلك فى قوله { وقالوا قلوبنا فى اكنة مما تدعونا اليه } فهى فى اكنة مما يدعوها الرسول اليه خاصة لا انها فى كن مطبقا فلما تعلقت بغير ما تدعى اليه عميت عن ادراك ما دعيت اليه فلم تبصر شيأ فالقلوب أبدا لم تزل مفطورة على الجلاء مقصولة صافية (قال المولى الجامى)

مسكين فقيه ميكند انكار حسن دوست با او بكوكه ديدهء جانرا جلى كند