التفاسير

< >
عرض

يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ
٢٥
خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ
٢٦
-المطففين

روح البيان في تفسير القرآن

{ يسقون من رحيق } وهو ثالث الاوصاف وسقى يتعدى الى مفعولين والاول هنا الواو القائم مقام الفاعل والثانى من رحيق لان من تبعيضية كأنه قيل بعض رحيق او مقدر معلوم اى شرابا كائنا من رحيق مبتدأ منه فمن ابتدآئية والرحيق صافى الخمر وخالها والمعنى يسقون فى الجنة من شراب خالص لا غش فيه ولا ما يكرهه الطبع ولا شئ يفسده وايضا صاف عن كدورة الخمار وتغيير النكهة وايراث الصداع { مختوم ختامه } اى ما يختم ويطبع به { مسك } وهو طيب معروف اى مختوم اوانيه واكوابه بالمسك مكان الطين قال فى كشف اسرار ما ختم به مسك رطب ينطبع فيه الخاتم امر الله بالختم عليه اكراما لاصحابه فختم ومنع أن يمسه ماس او تتناوله يد الى أن يفك ختمه الابرار والاظهر انه تمثيل لكمال نفاسته اذا لشئ النفيس يختم لا سيما اذا كان ما يختم به المسك مكان الطين وقيل ختام الشئ خاتمته وآخره فمعنى ختامه مسك ان الشارب اذا رفع فاه من آخر شربه وجد رآئحة كرآئحة المسك او وجد رآئحة المسك لكونه ممزوجا به كالاشربة الممسكة فى الدنيا فانه يوجد فيه رآئحة المسك عند خاتمة الشرب لا فى اول زمان الملابسة بالشرب وعن أبى الدردآء رضى الله عنه ان الرحيق شراب ابيض مثل الفضة يختمون به آخر شربهم ولو أن رجلا من اهل الدنيا ادخل فيه يده ثم اخرجها لم يبق ذو روح الا وجد طيب ريحه.