التفاسير

< >
عرض

كِتَابٌ مَّرْقُومٌ
٩
-المطففين

روح البيان في تفسير القرآن

{ كتاب مرقوم } قال الراغب الرقم الخط الغليظ وقيل هو تعجم الكتاب وقوله كتاب مرقوم حمل على الوجهين انتهى اى هو مسطور بين الكتابة بحيث كل من نظر اليه يطلع على ما فيه بلا دقة نظر وامعان توجه او معلم يعلم من رآه انه لا خير فيه لاهاليه اى ذلك الكتاب مشتمل على علامة دالة على شقاوة صاحبه وكونه من اصحاب النار وكونه علامة الشر يستفاد من المقام لانه مقام التهويل وقال القفال قوله كتاب مرقوم ليس تفسيرا لسجين بل هو خبر لان والمعنى ان كتاب الفجار لفى سجين وانه كتاب مرقوم وقوله وما ادراك ما سجين وقع معترضا بين الخبرين وقال القاشانى ان كتاب الفجار اى ما كتب من اعمال المرتكبين للرذآئل الذين فجروا بخروجهم عن حد العدالة المتفق عليها الشرع والعقل لفى سجين فى مرتبة من الوجود مسجون اهلها فى حبوس ضيقة مظلمة يزحفون على بطونهم كالسلاحف والحيات والعقارب الاء أخساء فى اسفل مراتب الطبيعة ودركاتها وهو ديوان اعمال اهل الشر ولذلك فسر بقوله كتاب مرقوم اى ذلك المحل المكتوب فيه اعمالهم كتاب مرقوم برقوم هيئات رذآئلهم وشرورهم