التفاسير

< >
عرض

وَيَصْلَىٰ سَعِيراً
١٢
-الانشقاق

روح البيان في تفسير القرآن

{ ويصلى سعيرا } اى يدخلها ويقاسى حرها وعذابها من غير حائل وهذا يدل على ان دعاءهم بالثبور قبل الصلى وبه صرح الامام واما قوله تعالى فاذا ألقوا منها مكانا ضيقا دعوا هنالك ثبورا فيدل على انه بعده ولا منافاة فى الجمع فانهم يدعونه اولا وآخرا بل دآئما على ان الواو لمطلق الجمع لا للترتيب وفيه اشارة الى صاحب كتاب الاستعداد الفطرى المكتوب فى ديوان الازل بقلم كتبة الاسماء الجلالية فانه يتمنى أن يكون فى الدنيا فانيا فى الحق وهالكا عن أنيته ويصلى نار الرياضة والمجاهدة ورآء ظهره من الجزآء الوفاق لانه خالف أمر ربه فى قوله وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها اى من غير مدخلها بمحافظة طواهر الاعمال من غير رعاية حقوق بواطنها بتقوى الاحوال فسبب الوصول الى حضرة الربوبية والدخل فيها هو التقوى وهواسم جامع لكل بر من اعمال الظاهر واحوال الباطن والقيام باتباع الموافقات واجتناب المخالفات وقال القاشانى واما من أوتى كتابه ورآء ظهره اى جهته التى تلى الظلمة من الروح الحيوانى والجسد فان وجه الانسان جهته التى الى الحق وخلفه جهته التى الى البدن الظلمانى بأن رد الى الظلمات فى صور الحيوانات فسوف يدعو ثبورا لكونه فى ورطة هلاك الروح وعذاب الابد ويصلى سعير نار الآثار فى مهاوى الطبيعة.