التفاسير

< >
عرض

وَٱللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ
١٧
-الانشقاق

روح البيان في تفسير القرآن

{ والليل وما وسق } قال الراغب الوسق جمع المتفرق اى وأقسم بالليل وما جمعه وما ضمه وستره بظلمته فما موصولة يقال وسقه فاتسق واستوسق يعنى ان كلا منهما مطاوع لوسق اى جمعه فاجتمع وما عبارة عما يجتمع بالليل ويأوى الى مكانه من الدواب والحشرات والهوام والسباع وذلك انه اذا اقبل الليل اقبل كل شئ الى مأواه مما كان منتشرا بالنهار وقيل يجوز ان يكون المراد بما جمعه الليل العباد المتهجدين بالليل لانه تعالى قد مدح المستغفرين بالاسحار فيجوز أن يقسم بهم قال القاشانى اى ليل ظلمة البدن وما جمعه من القوى والآلات والاستعدادات التى يمكن بها اكتساب العلوم والفضائل والترقى فى المقامات ونيل المواهب والكمالات وفى التأويلات النجمية يشير الى القيم بليل النفس المطمئنة المستترة بغلسية النفس الامارة بعد الوصول الى المقام المأمول وانما صارت مطمئنة من الرجوع الى حكم النفس الامارة وبقى لها التلوين فى التمكين من أوصاف الكمل من الذرية المحمديين ولهذا أمرت بالرجوع الى ربها بقوله { يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى الى ربك } وليس المقصود الذاتى من الرجوع نفس الرجوع بل المقصود الكلى هو الاتصال بالمرجوع اليه قوله وما وسق اى وما جمع من القوى الروحانية المستخلصة من يد تصرف النفس الامارة.