التفاسير

< >
عرض

لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ
١٩
-الانشقاق

روح البيان في تفسير القرآن

{ لتركبن طبقا } مفعول تركبن { عن طبق }اى لتلاقن حالا بعد حال يعنى برسيد ومتلاشى شويد حالى را بعد ازحالى كه كل واحدة منها مطابقة لاختها فى الشدة والفظاعة يقال ما هذا بطبق هذا اى لا يطابقه قال الراغب المطابقة من الاسماء المتضايفة وهو أن يجعل الشئ فوق آخر بقدره ومنه طابقت النعل بالنعل ثم يستعمل الطباق فى الشئ الذى يكون فوق الآخر تارة وفيما يوافق غيره اخرى وقيل الطبق جمع طبقة وهى المرتبة وهو الاوفق للركوب المنبئ عن الاعتلاء والمعنى لتركبن احوالا بعد احوال هى طبقات فى الشدة بعضها أرفع من بعض وهى الموت وما بعده من مواطن القيامة ودواهيها الى حين المستقر فى احدى الدارين وقرئ لتركب بالافراد على خطاب الانسان باعتبار اللفظ لا باعتبار شموله لافراده كالقرآءة الاولى ومحل عن طبق النصب على انه صفة لطبقا اى طبقا مجاوزا لطبق او حال من الضمير فى لتركبن طبقا اى مجاوزين لطبق او مجاوزا على حسب القرآءة فعن على معناه المشهور وهو المجاوزة وتفسيره بكلمة بعد بيان لحاصل المعنى وقال ابن الشيخ عن هنا بمعنى بعد لان الانسان اذا صار الى شئ مجاوزا عن شئ آخر فقد صار الى الثانى بعد الاول فصح انه يستعمل فيه بعد وعن معا وايضا لفظ عن يفيد البعد والمجاوزة فكان مشابها للفظ بعد فصح استعمال احدهما بمعنى الآخر وفى التأويلات النجمية يخاطب القلب الانسانى المتوجه الى الله بأنواع الرياضات واصناف المجاهدات والتقلبات فى الاحوال المطابقة كل واحدة منها الاخرى فى الشدة والمشقة من الجوع والسهر والصمت والعزلة وامثال ذلك.