التفاسير

< >
عرض

فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً
٨
-الانشقاق

روح البيان في تفسير القرآن

{ فسوف } بس زود بودكه { يحاسب } يوم القيامة بعد مدة مقدرة على ما تقتضيه الحكمة { حسابا يسيرا } سهلا لا مناقشة فيه ولا اعتراض بما يسوؤه ويشق عليه كما يناقش اصحاب الشمال والحساب بمعنى المحاسبة وهو بالفارسية باكسى شمار كردن. والمراد عد اعمال العباد واظهارها للمجازاة وعن الصديقة رضى الله عنها هو أى الحساب اليسير أن يعرف ذنوبه ثم يتجاوز عنه يعنى ان يعرض عليه اعماله ويعرض ان الطاعة منها هذه والمعصية هذه ثم يثاب على الطاعة ويتجاوز عن المعصية فهذا هو الحساب اليسير لانه لا شدة على صاحبه ولا مناقشة ولا يقال له لم فعلت هذا ولا يطالب بالعذر ولا بالحجة عليه فانه متى طولب بذلك لم يجد عذرا ولا حجة فيفتضح

برادر زكار بدان شرم دار كه در روى نيكان شوى شرمسار
بداى كه دهشت خورد انيبا تو عذر كنه راجه دارى بيا

ولذا قال عليه السلام "عرض الجيش أعنى عرض الاعمال لانهازى اهل الموقف والله الملك فيعرفون بسيماهم كما يعرف الاجناد هنا بزيهم" قالوا ان عصاة المؤمنين داخلة فى هذا القسم فقوله فسوف يحاسب حسابا يسيرا من وصف الكل بوصف البعص اى فالعصاة وان لم يكن لهم حساب يسير بالنسبة الى المطيعين لكن حسابهم كالعرض بالنسبة الى مناقشة اصحاب الشمال فاصحاب اليمين شاملة لهم وقد يقال كتاب عصاة المؤمنين يعطى عند خروجهم من النار وقيل يجوز أن يعطوا من الشمال لا من ورآء ظهورهم وفيه ان الاعطاء من الشمال ومن ورآء الظهر امر واحد وقيل لم تتعرض الا ية للعصاة الذين يدخلهم الله النار وهو الظاهر وقوله عليه السلام فى بعض صلاته "اللهم حاسبنى حسابا يسيرا" وان دل على ان للانبياء كتابا لكن الظاهر ارشاد الامة وتعليمهم والافهم معصومون داخلون الجنة بلا حساب ولا كتاب.