التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ ذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْكَبِيرُ
١١
-البروج

روح البيان في تفسير القرآن

{ ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات } على الاطلاق من المفتونين وغيرهم { لهم } بسب ما ذكر من الايمان والعمل الصالح الذى من جملته الصبر على أذى الكفار واحراقهم وايراد الفاء اولا وتركها ثانيا يدل على جواز الامرين { جنات } يجازون بها بمقابلة النار ونحوها { تجرى من تحتها الانهار } يجازون بذلك بمقابلة الاحتراق والحرارة ونحو ذلك قال فى الارشاد ان أريد بالجنات الاشجار فجريان الانهار من تحتها ظاهر وان أريد بها الارض المشتملة عليها فالتحتية باعتبار جريها الظاهر فان اشجارها ساترة لساحتها كما يعرب عنه اسم الجنة. { ذلك } المذكور العظيم الشان وهو حصول الجنان { الفوز الكبير } الذى تصغر عنده الدنيا وما فيها من فنون الرغائب بحذافيرها فالحصر اضافى قال فى برهان القرءآن ذلك مبتدأ والفوز خبره والكبير صفته وليس له فى القرءآن نظير والفوز النجاة من الشر والظفر بالخير فان أشير بذلك الى الجنات نفسها فهو مصدر أطلق على المفعول مبالغة والا فهو مصدر على حاله قال الامام انما قال ذلك الفوز ولم يقل تلك لدقيقة لطيفة وهى ان قوله ذلك اشارة الى اخبار الله بحصول هذه الجنات ولو قال تلك لكانت الاشارة الى نفس الجنات واخبار الله عن ذلك يدل على كونه راضيا والفوز الكبير هو رضى الله لا حصول الجنة يقول الفقير وعندى ان حصول الجنات هو الفوز الكبير وحصول رضى الله هو الفوز الاكبر كما قال تعالى ورضوان من الله اكبر وانما لم يقل تلك لان نفس الجنات من حيث هى ليست بفوز وانما الفوز حصولها ودخولها.