التفاسير

< >
عرض

يَخْرُجُ مِن بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَآئِبِ
٧
-الطارق

روح البيان في تفسير القرآن

{ يخرج } ذلك الماء الدافق { من بين الصلب والترائب } الصلب الشديد وباعتباره سمى الظهر صلبا اى من بين ظهر الرجل وترآئب المرأة وهى ضلوع صدرها وعظام نحرها حيث تكون القلادة وكل عظم من ذلك تربية وعن على وابن عباس رضى الله عنهما بين الثديين وفى القاموس الترآئب عظام الصدر او ما ولى الترقوتين منه او ما بين الثديين والترقوتين او اربع اضلاع من يمنة الصدر واربع من يسرته او اليدان والرجلان والعينان او موضع القلادة انتهى ومن ذلك يتحمل الوالد مصالح معيشة الولد وتشتد رقة الوالدة ومحبتها للولد وايراد بين اشارة الى ما يقال ان النطفة تتكون من جميع اجزآء البدن ولذلك يشبه الولد والديه غالبا فيجتمع ماء الرجل فى صلبه ثم يجرى منه ويجتمع ماء المرأة فى تراآئبها ثم يجرى منها وفى قوت القلوب اصل المنى هو الدم يتصاعد فى خرزات الصلب وهناك مسكنه فتنضجه الحرارة فيستحيل أبيض فاذا امتلأت منه خرزات الصلب وهو الفقار طلب الخروج من مسلكه وهو عرقان متصلان الى الفرج منهما ينزل المنى وفى اسئلة الحكم بين طريق البول وطريق المنى جلد رقيق يكاد لا يتشخص كيلا يختلط المنى بماء البول فيفسد حرارة جوهرة وفى التأويلات النجمية خلق الانسان من ماء رطوبة النفس الرحمانى الذى اشار اليه عليه السلام بقوله انى اجد نفس الرحمن من قبل اليمن دافق هذا الماء من فم فوارة المحبة المشار اليها بقوله تعالى "كنت كنزا مخفيا فأحببت ان اعرف فخلقت الخلق الخارج من بين الصلب" اى رجل القوة الفاعلية الالهية المسماة باليد اليمنى فى قوله ثم مسح يده اليمنى على جانب الظهر الايمن فاستخرج منه ذرية بيضاء كالفضة البيضاء والترآئب وترآئب امرأة القابلية المسماة باليد اليسرى فى قوله ثم مسح يده اليسرى على جانب الظهر الايسر فاستخرج منه ذرارى حماء سوداء فهو الانسان المخلوق على صورة ربه وخالقه من ماء الفيض والقبول المخمر بيدى الفاعلية والقابلية المشار اليهما بقوله خمرت طينة آدم بيدى اربعين صباحا.