التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا
١٣
-الأعلى

روح البيان في تفسير القرآن

{ الذى يصلى النار الكبرى } اى يدخل الطبقة السفلى من طبقات النار.
وآتش آن از آتش دركات ديكر تيز تروسوزنده تراست وآن جاى آل فرعون ومنافقان ومنكران مائده عيسى عليه السلام باشد ونار صغرى رر طبقه عليا كه جاى كنهكاران امت محمد مصطفاست عليه السلام.
فالكبرى اسم تفضيل لانه تأنيث الاكبر والمفضل هو ما فى اسفل دركات جهنم من النار التى هى نصيب الكفار كما قال تعالى ان المنافقين فى الدرك الاسفل من النار والمفضل عليه ما فى الدركات التى فوقها فان لجهنم نيرانا ودركات متفاضلة كما ان فى الدنيا ذنوبا ومعاصى متفاضلة فكما ان الكفار أشقى العصاة كذلك يصلون أعظم النيران وقيل الكبرى نار جهنم والصغرى نار الدنيا يعنى ان المفضل نار الآخرة والمفضل عليه نار الدنيا لقوله عليه السلام ناركم هذه جزء من سبعين جزأ من نار جهنم وقد غمست فى ماء البحر مرتين ليدنى منها وينتفع بها ولولا ذلك ما دنوتم منها ويقال انها تتعوذ بالله من جهنم وان ترد اليها.
يقول الفقير الظاهر ان المراد بالنار الكبرى هو العذاب الاكبر فى قوله تعالى فيعذبه الله العذاب الاكبر وهو عذاب الآخرة واما العذاب الاصغر فهو عذاب الدنيا وعذاب البرزخ فانه يصغر بالنسبة الى عذاب الآخرة قال بعض الحكماء علامة الشقاوة اشياء كثيرة الاكل والشرب والنوم والاصرار على الذنب وقساوة القلب وكثرة الذنب ونسيان الرب والوقوف بين يدى الملك الجبار فهذا هو الاشقى الذى يدخل النار الكبرى وفى التأويلات النجمية النار ناران نار حجاب الدنيا بالاشتغال بالشهوات والذات وهى الصغرى ونار حجاب الآخرة وهو الابتلاء بالخذلان والخسران والطرد والهجران كما قال تعالى
{ ومن كان فى هذه اعمى فهو فى الآخرة اعمى واضل سبيلا } لفوات الاستعداد وقال القاشانى النار الكبرى هى نار الحجاب عن الرب بالشرك والوقوف مع الغير ونار القهر فى مقام الصفات ونار الغضب والسخط فى مقام الافعال ونار جهنم الآثار فى المواقف الاربعة من موقف الملك والملكوت والجبروت وحضرة اللاهوت أبد الآبدين فما اكبر ناره.