التفاسير

< >
عرض

قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ
١٤
-الأعلى

روح البيان في تفسير القرآن

{ ثم لا يموت فيها } حتى يستريح { ولا يحيى } حياة تنفعه كما يقال لمن ابتلى بالبلاء الشديد لا هو حى ولا هو ميت وثم للتراخى من مراتب الشدة لان التردد بين الموت والحياة افظع من نفس الصلى وقال ابن عطاء لا يموت فيستريح من غم القطعية ولا يحيى فيصل الى روح الوصلة وفى التأويلات النجمية لا يموت نفسه بالكلية ليستريح من عقوبات الحجاب والاحتجاب ولا يحيى قلبه بحياة الايمان لكونه فى دار الجزآء لا فى دار التكليف وقال القاشانى لا يموت لامتناع انعدامه ولا يحيى بالحقيقة لهلاكه الروحانى اى يتعذب دآئما سرمدا فى حالة يتمنى عندها الموت وكلما احترق وهلك اعيد الى الحياة وعذب فلا يكون ميتا مطلقا ولا حيا مطلقا.
يقول الفقير لا يموت لان الموت يذبح فلا موت ولا يحيى لان المغموم كالميت فيبقى فى العذاب الروحانى كما يبقى فى العذاب الجسمانى قال بعض الكبار لا حياة الا عن موت ولا موت الا عن رؤية حى فمن مات غير هذا الموت فلا يحيى ومن حى غير هذا الحياة فهى حياة حيوانية لا حياة انسانية.