التفاسير

< >
عرض

وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ
١٧
-الأعلى

روح البيان في تفسير القرآن

{ والآخرة خير وأبقى } حال من فاعل تؤثرون مؤكدة للتوبيخ والعتاب اى تؤثرونها على الآخرة والحال ان الآخرة خير فى نفسها لما ان نعيمها مع كونه فى غاية ما يكون من اللذة خالص عن شائبة الغائلة أبدى لا انعدام له وعدم التعرض لبيان تكدر نعيم الدنيا بالمنغصات وانقطاعه عما قليل لغاية ظهوره وفيه اشارة الى ان ظواهر الاشياء بالنسبة الى حقائقها كالقشر بالنسبة الى اللب واللب خير من القشر وابقى لان لب الحب يحفظ زمانا طويلا وقشره اذا سلخ من اللب يطرح فى النار او يرمى بالمزابل فيفنى بعد اليومين او اكثر فأرباب القشر يؤثرون الامور الظاهرة الخسيسة الدنية الفانية على الامور الباطنة المعنوية الشريفة العزيزة الباقية لكونهم محجوبين عن الآخرة وارباب اللب يختارون الآخرة بل الله الآخر كما قال قل الله ثم ذرهم ويقال قد افلح من تزكى اى من تاب من الذنوب وذكر اسم ربه يعنى اذا سمع الاذان خرج الى الصلاة ثم ذم تارك الجماعة لاجل اشتغاله بالدنيا فقال بل تؤثرون الحياة الدنيا يعنى تختارون عمل الدنيا على عمل الآخرة وعمل الآخرة خير وابقى من عمل الدنيا والاشتغال بها وبزينتها.