التفاسير

< >
عرض

صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ
١٩
-الأعلى

روح البيان في تفسير القرآن

{ صحف } جدك { ابراهيم } الخليل عليه السلام { و } صحف اخيك { موسى } الكليم عليه السلام بدل من الصحف الاولى (روى) ان جميع ما انزل الله من كتاب مائة واربعة كتب انزل على آدم عليه السلام عشر صحف حروف التهجى صحيفة منها وعلى شيت عليه السلام خمسين صحيفة وعلى ادريس عليه السلام ثلاثين صحيفة وعلى ابراهيم عليه السلام عشر صحائف والتوراة والانجيل والزبور والفرقان فصحف موسى هى الالواح التى كتبت فيها التوراة كذا قال الامام وفى التيسير صحف شيت وهى ستون وصحف ابراهيم وهى ثلاثون وصحف موسى قبل التوراة وهى عشر والتوراة والانجيل والزبور والقرءآن وكان فى صحف ابراهيم ينبغى للعاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله ان يكون حافظا للسانه عارفا بزمانه مقبلا على شانه وايضا الخروج عما سوى الله بنعت التجريد كما قال انى بريئ مما تشركون والاقبال على الله لقوله انى وجهت وجهى للذى فطر السموات والارض ونقل من صحف موسى يقول الله يا ابن آدم اعمل لنفسك قبل نزول الموت بك ولا تغرنك المطية فان على آثارها السفر ولا تلهينك الحياة وطول الامل عن التوبة فانك تندم على تاخيرها حين لا ينفعك الندم يا ابن آدم اذا لم تخرج حقى من مالى الذى رزقتك اياه ومنعت منه الفقرآء حقوقهم سلطت عليك جبارا ياخذه منك ولا اثيبك عليه وفى صحف موسى ايضا سرعة الشوق الى جماله والندم على الوقوف فى المقامات عند تعريف الصفات لقوله انى تبت اليك وأنا اول المؤمنين وفى التيسير دل الكلام على قول الامام الاعظمرحمه الله ان قرآءة القرءآن بالفارسية فى الصلاة صحيحة وهو قرءآن بأى لسان قرئ لانه جعل هذا المذكور مذكورا فى تلك الصحف ولذلك قال وانه لفى زبر الاولين ولا شك انه لم يكن فيها بهذا النظم وبهذه اللغة وكان قرءآنا لان العبرة بالمعانى والالفاظ ظروف وقوالب لها انتهى وفيه تأييد لمن جوز نقل الحديث بالمعنى وعن عائشة رضى الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ فى الركعتين اللتين يوتر بعدهما بسبح اسم ربك الاعلى وقل يا أيها الكافرون وفى الوتر بقل هو الله احد وقل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس وبه عمل الشافعى ومالك رحمهما الله وما عند أبى حنيفة واحمد والمستحب قى الثالثة الاخلاص فقط.
تمت سورة الاعلى يوم الاثنين الخامس عشر من شهر المولد فى سنة سبع عشرة ومائة وألف.