التفاسير

< >
عرض

فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَىٰ
٥
-الأعلى

روح البيان في تفسير القرآن

{ فجعله } بعد ذلك { غثاء } اى درينا وهو كأمير ييبس كل حطام حمض او شجر او بقال قال الجوهرى الغثاء بالضم والمد ما يحمله السيل من القماش والقمش جمع الشئ من ههنا وههنا وذلك الشئ قماش ما على وجه الارض من فتات الاشياء حتى يقال لرذالة الناس قماش وبالفارسية خشك ويزمرده { أحوى } اسود من الحوة بمعنى السواد وذلك ان الكلأ اذا جف ويبس اسود سواء كان جفافه واسوداده بتأثر حرارة الشمس او برودة الهوآء الفاء التعقيبية اشارة الى قصر مدة الحضرة ورمز الى قصر مدة العمر وسرعة زوال الدنيا ونعيمها يعنى محققا از مضمون اين آيت فهم كرده اندكه جراكاه متمتعان دنيا اكرجه در اول تازه وسيراب وسبز وخرم نمايد اما اندك وقتى را بسبب هبوب رياح خزان حوادث تيره وبى طراوت خواهد بود

اكرجه خرم وتازه است كلبن دنيا ولى بنكبت باد خزان نمى ارزد
بكرده خورى وقرص قمر زجاى مرو كه خوان جرخ نيك تاى نان نمى ارزد

وفيه اشارة الى زينة الحياة الدنيا ومنافعها ومآكلها ومشاربها فانها مرعى النفس الحيوانية ومرتع بهائم القوى جعلها الله سريعة الفناء وشيكة الزوال كالهشيم والحطام البالى المسود فينبغى أن لا يلتفت اليها ولا يشغل بها فانها مانعة عن التسبيح الخاص وهو تنزيه الذات وتجريدها عن العلائق وبها يحصل الاحتجاب عن الكمال المقدر فى حق كل احد.