التفاسير

< >
عرض

فَيُعَذِّبُهُ ٱللَّهُ ٱلْعَذَابَ ٱلأَكْبَرَ
٢٤
-الغاشية

روح البيان في تفسير القرآن

{ فيعذبه الله العذاب الاكبر } الذى هو عذاب جهنم حرها شديد وقعرها بعيد ومقامعها من حديد وفى فتح الرحمن الاكبر عذاب جهنم والاصغر ما عذبوا به فى الدنيا من الجوع والاسر والقتل ويؤيده ما قال الراغب فى قوله { يوم نبطش البطشة الكبرى } فيه تنبيه على ان كل ما ينال الكافر من العذاب قبل ذلك فى الدنيا وفى البرزخ صغير فى جنب عذاب ذلك اليوم انتهى وايضا قوله تعالى { ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الاكبر } فان المراد بالعذاب الأدنى هو العذاب الاصغر الدنيوى لا البرزخى لقوله تعالى بعده لعلهم يرجعون فان الرجوع انما يعتبر فى الدنيا لا فى البرزخ وفيما بعد الموت فيكون المراد بالعذاب الاكبر هو العذاب الاخروى واليه ينظر قوله تعالى { يصلى النار الكبرى } كما سبق وفى تأويلات النجمية العذاب الاكبر هو عذاب الاستتار فى الدنيا وعذاب نار الهجران فىالآخرة.