التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ ٱلأَرْضُ دَكّاً دَكّاً
٢١
-الفجر

روح البيان في تفسير القرآن

{ كلا } ردع لهم عما ذكر من الافعال والتروك وانكار أى لا ينبغى ان يكون الامر كذلك فى الحرص على الدنيا وقصر الهمة على تحصيلها وجمعها من حيث تهيأ من حل او حرام وترك المواساة منها وتوهم ان لا حساب ولا جزآء فان عاقبة ذلك الحسرة والندامة على ايثار الحياة الدنيوية الفانية على الحياة الاخروية الباقية { اذا دكت الارض دكا دكا } استئناف بطريق الوعيد تعليل للردع والدك الدق يقال دككت الشئ ادكه دكا اذا ضربته وكسرته حتى سويته بالارض وبالفارسية كوفتن جيزى تابزمين برابر كردد.
وقال الخليل الدك كسر الحائط والجبل ودكته الحمى دكا اى كسرته كسرا وقال المبرد الدك حط المرتفع بالبسط ودكا الثانى ليس تأكيد للاول بل هو دك آخر سوى الاول والمعنى اذا دكت الارض دكا متتابعا وضرب بعضها ببعض حتى انكسر وذهب كل ما على وجهها من جبال وابنية وقصور حين زلزلت زلزلة بعد زلزلة وحركت تحريكا بعد تحريك وصارت هباء منبثا وهو عبارة عما عرض لها عند النفخة الثانية وبالفارسية جون شكسته شود زيمن شكستنى بعد از شكستنى يعنى بازه باره كردد.