التفاسير

< >
عرض

قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ
٥٣
-التوبة

روح البيان في تفسير القرآن

{ قل } جوابا لجد بن قيس من المنافقين وهو قد استأذن فى النخلف عن غزوة تبوك وقال اعينك بمالى { انفقوا } ايها المنافقون اموالكم فى سبيل الله حال كونكم { طوعا } اى طائعين من قبل انفسكم { او كرها } او كارهين مخافة القتل كما فى الحدادى.
وقال فى الارشاد { طوعا } اى من غير الزام من جهته عليه السلام ولا رغبة من جهتكم او هو فرضى لتوسيع الدائرة انتهى. فلا يخالفه قوله
{ { ولا ينفقون الا وهم كارهون } [التوبة: 54] كما سيأتى { لن يتقبل منكم } يحتمل ان يكون المراد منه انه عليه السلام لا يقبله منهم بل يرد عليهم ما يبذلونه او انه تعالى لا يقبله منهم ولا يثيبهم عليه قوله انفقوا امر فى معنى الخبر اى انفقتم وذلك لان قوله لن يتقبل منكم يأبى عن حمله على معناه الظاهر اذ لا وجه لان يؤمر بشيء ثم يخبر بانه عبث لا يجدى نفعا بوجه ما -روى- انه لما اعتذر من الخروج لامه ولده عبد الله عنه وقال له والله لا يمنعك الا النفاق وسينزل الله فيك قرآنا فاخذ نعله وضرب به وجه ولده فلما نزلت الآية قال له ألم اقل لك فقال له اسكت يالكع فوالله لانت اشد علىّ من محمد ثم علل رد انفاقهم بقوله { انكم كنتم قوما فاسقين } اى كافرين فالمراد بالفسق. ما هو الكامل منه لا الذى هو دون الكفر كما قال الكاشفى [بدرستى كه شماهستيد كروهى بيرون رفتكان ازدائره اسلام ونفقه كافر قبول نيست] فالتعليل هما بالفسق وفيما بعده بالكفر حيث قال ألا انهم كفروا بالله واحد -روى- انه تاب من النفاق وحسنت توبته ومات فى خلافه عثمان رضى الله عنه