التفاسير

< >
عرض

لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنْكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ
٦٦
-التوبة

روح البيان في تفسير القرآن

{ لا تعتذروا } لا تشتغلوا بالاعتذار فانه معلوم الكذب بين البطلان والاعتذار عبارة عن محو اثر الذنب.
قال فى التبيان اصل الاعتذار القطع يقال اعتذرت اليه اى قطعت ما فى قلبه من الموجدة { قد كفرتم } الكفر باذى الرسول والطعن فيه { بعد ايمانكم } اى بعد اظهاركم له فانهم قط لم يكونوا مؤمنين ولكن كانوا منافقين{ ان نعف } [اكر عفو كنيم] { عن طائفة منكم } لتوبتهم واخلاصهم او لتجنبهم عن الاذية والاستهزاء { نعذب طائفة بانهم } اى بسبب انهم { كانوا مجرمين } مصرين على الاجرام وهم غير التائبين او مباشرين وهم غير المجتنبين واعتذر النبى عليه السلام لمن قال ألا تقتلهم لظهور كفرهم بقوله اكره ان تقول العرب قاتل اصحابه بل يكفينا هم بالله بالدبيلة اى بالداهية.
وفى الآيات اشارات
الاولى ان المنافقين وان اعتقدوا نزول الوحى على النبى عليه السلام واعتقدوا نبوته لكن لم ينفعهم مجرد الاعتقاد والاقرار باللسان فى ثبوت الايمان مع ادنى شك داخلهم ولم ينفعهم الحذر من القدر وهذا تحقيق قوله
"ولا ينفع ذا الجد منك الجد" وفى هدية المهديين من قال آمنت بجميع الانبياء ولا اعلم أآدم نبى أم لا يكفر ومن لم يعرف ان سيدنا محمدا عليه السلام خاتم الرسل لا نسخ لدينه الى يوم القيامة لا يكون مؤمنا.
والثانية ان اظهار اللطف والرحمة بلا سبب محتمل ولكن اظهار القهر والفرق لا يكون الا بسبب جرم من المجرمين كما قال { بانهم كانوا مجرمين }: وفى المثنوى

جونكه بد كردى بترس ايمن مباش زانكه تخمست وبروياند خداش
جند كاهى او بيوشاند كه تا آيدت زان بد بشيمان وحيا
بارها بوشد بى اظهار فضل باز كيرد ازبى اظهار عدل
تاكه اين هردوصفت ظاهر شود آن مبشر كردد اين منذر شود

والثالثة ان الاستهزاء بالله ورسوله وبالآيات القرآنية كفر والاستهزاء استحقار الغير بذكر عيوبه على وجه يضحك قولا او فعلا وقد لا يكون الاستهزاء بالاشارة والايمان وبالضحك على كلامه اذا تخبط فيه او غلظ او على صنعته ونحو ذلك وهو حرام بالاجماع معدود من الكبائر عند البعض كما قال علاء الدين التركسانى فى منظومته العادّة لكبائر الذنوب وهى سبعون

ويل لمن من الانام يسخر مقامه يوم الجزاء سقر

وفى الحديث "ان المستهزئين بالناس يفتح لاحدهم فى الآخرة باب من الجنة فيقال له هلم هلم فيجيء بكربه وغمه فاذا جاء اغلق دونه ثم يفتح له باب آخر فيقال له هلم هلم فيجيء بغمه وكربه فاذا جاء اغلق دونه فما يزال كذلك حتى ان احدهم ليفتح له الباب من ابواب الجنة فيقال له هلم فما يأتيه من الاياس" وفى الحديث "ثلاثة لا يستخف بهم الا منافق ذو الشيبة فى الاسلام وذو العلم وامام مقسط" كما فى الترغيب والترهيب للامام المنذرى وانما خص هذه الثلاثة لان اوصافهم راجعة الى اوصاف الله تعالى فذو الشيبة حصل له كبر السن والبارى له الكبرياء والعالم اتصف بصفة اعلم والامام المقسط اتصف بصفة العدل وهما من صفات الله تعالى ايضا فمن اجلال الله تعالى واكرامه اجلال هذه الثلاثة واكرامهم ومن استخفافه استخفافهم وفى الحديث "ارحموا عزيز قوم ذل وغنى قوم افتقر وعالما بين الاقوام الجهال لا يعرفون حقه" .

كفت بيغمبركه با اين سه كروه رحم آريد ارنه سنكيدونه كوه
آنكه او بعد از عزيزى خوارشد وان توانكرهم كه بى دينار شد
وان سوم آن عالمى كاندرجهان مبتلا كردد ميان ابلهان
زانكه از عزت بخوارى آمدن همجو قطع عضو باشد ازبدن
عضو كردد مرده كزتن وابريد كو بريده جنبد اما نى مديد

ومن تعظيم الرسول تعظيم اولاده -قيل- ركب زيد بن ثابت رضى الله عنه فدنا ابن عباس رضى الله عنه ليأخذ ركابه فقال لا يا ابن عم رسول الله فقال هكذا امرنا ان نفعل بكبرائنا فقال زيد ارنى يدك فاخرجها اليه فقبلها فقال هكذا امرنا ان نفعل باهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن اولاده المعنوية من اقتدى به قولا وفعلا وحالا فتعظيمه تعظيم الرسول وتحقيره تحقيره فعليك التعظيم والتبجيل