التفاسير

< >
عرض

وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ
٣
-البلد

روح البيان في تفسير القرآن

{ ووالد } وزاينده عطف على هذا البلد والمراد به ابراهيم عليه السلام والتنكير للتفخيم { وما ولد } وآنجه زاده است. وهو اسماعيل عليه السلام فانه ولده بلا واسطة ومحمد عليه السلام فانه ولده بواسطة اسماعيل فتتضمن السورة القسم بالنبى عليه السلام فى موضعين وايثار ما على من لمعنى التعجب مما اعطاه الله من الكمال كما فى قوله { والله اعلم بما وضعت } اى وأى شئ وضعت يعنى موضعا عجيب الشأن وهو مريم او الوالد آدم عليه السلام وما ولد ذريته وهو الانسب لمضمون الجواب فالتفخيم المستفاد من كلمة ما لا بد فيه من اعتبار التغليب اى فهو من باب وصف الكل بوصف البعض او للتعجيب من الامر الذى يشترك فيه الكل كالنطق والبيان والصورة البديعة وغيرها وقيل الوالد هو النبى عليه السلام وما ولد أمته المرحومة لقوله عليه السلام "انما انا لكم مثل الوالد أعلمكم امر دينكم" ولقوله عليه السلام لعلى رضى الله عنه "أنا وأنت ابوا هذه الامة" والى هذا اشار بقوله عليه السلام "كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة الا سببى ونسبى وهو سبب الدين ونسب التقوى" وقد سمى الله النبى عليه السلام أبا للمؤمنين حيث قال "النبى اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه أمهاتهم" وفى بعض القراآت وهو أب لهم فان امومية الازواج المطهرة تقتضى ابوته عليه السلام اذ كل من كان سببا لايجاد شئ واصلاحه او ظهوره يسمى ابا وقد قال عليه السلام "انا من الله والمؤمنون من فيض نورى" وصرح تعالى بفضيلة هذه الامة حيث قال { وكذلك جعلناكم أمة وسطا } ولذا عظمهم بالاقسام بهم وفيه اشارة الى ابراهيم الروح الوالد واسمعيل السر المولود منه او آدم الروح وابراهيم السر او الى روح القدس الذى هو الاب الحقيقى للنفوس الانسانية كقوله عليه السلام "انى ذاهب الى ابى وابيكم السماوى" وقوله "تشبهوا بأبيكم السماوى" فالمراد بما ولد هوالنفس التى ولدها هو فكانه قيل واقسم بروح القدس والنفس الناطقة.