التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ
٨
-البلد

روح البيان في تفسير القرآن

{ ألم نجعل له عينين } يبصر بهما عالم الملك من الارض الى السماء حتى يشاهد بهما فى طرفة عين النجوم العلوية التى بينه وبينها عدة آلاف سنة ويفرق بها بين ما يضر وما ينفع وبهما يحصل شرف النظر الى وجه العالم والى المصحف والى الشواهد قال فى أسئلة الحكم العين تحرس البدن من الآفات وهى نيرة كالمرءآة اذ قابلها شئ ارتسمت صورته فيها مع صغر الناظر وهو الحدقة التى هى شحمة وجعل الله العين سريعة الحركة وجعل لها اجفانا تسترها واهدابا من الشعر كجناح الطائر تطرد بانضمامها وبانفتاحها الذباب والهوام عن العين وجعل العين فى الرأس لان السراج يوضع على رأس المنار وجعلها ثنتين كالشمس والقمر فانهما عينا التعين الدنيوى وجعل فوقهما حاجبين اسودين لئلا يتضرر البصر بالضياء ولان الذى ينظر فى السواد يقوى البصر ولما بنى ذو القرنين الاسكندرية رخمها بالرخام الابيض جدرها وارضها فكان لباسهم فيها السواد من نصوع بياض الرخام فمن ذلك لبيس الرهبان السواد فان النظر الى الابيض يفرق البصر ويضعفه ولذا قال عليه السلام فى الأثمد "انه يقوى البصر" وجعل الحدقة محركة فى مكانها لتتحرك الى الجهات يمنة ويسرة فيبصر بها من غير أن يلوى عنقه وجعل الناظرين جميعا على خط مستقيم عرضا ولم يقع واحد منهما اعلى والا اخفض ليجتمع الناظران على شئ واحد لئلا يترا أى له الشخص الواحد شخصين وفى العينين اشارة الى العين الظاهرة والعين الباطنة فينبغى ان يحافظ على كلتيهما فان نظر عينين اتم من نظر عين واحده.