التفاسير

< >
عرض

وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا
١٠
-الشمس

روح البيان في تفسير القرآن

{ وقد خاب من دساها } فى القاموس خاب يخيب خيبة حرم وخسر وكفر ولم ينل ما طلب واصل دسى دسس كتقضى البازى وتقضض من التدسيس وهو الاخفاء مبالغة الدس واجتماع الامثال لما اوجب الثقل قلبت السين الاخيرة ياء وقال الراغب الدس ادخال الشئ فى الشئ بضرب من الاكراه ودساها اى دسسها فى المعاصى انتهى والمعنى قد خسر من نقصها واخفاها بالفجور وبارسالها فى المشتهيات الطبيعية وقال شيخى وسندى قدس سره فى قوله تعالى ونفس الخ المراد بالنفس هنا الذات والحقيقة الجمعية الانسانية الكمالية المخلوقة على الصورة الالهية الجمعية الكمالية لتكون مرءآة لها كما ورد خلق الله آدم على صورته ويقال لها النفس الناطقة المدبرة للبدن وما سواها اى خلقها مستوية قابلة لتكون مجلى لتجليات تعينات الكمال والجلال والجمال ومتوسطة ممكنة لتكون مظهرا الظهورات الذات والصفات والافعال ومعتدلة صالحة لتكون مشهدا لمشاهدات آثار الاسماء والمراتب والاحوال وبهذه القابلية الجامعة بين القبضتين الجمال والجلال كانت اتم كل موجود فألهمها افاض عليها بوساطة سادة الجلال فجورها اى آثار الجلال المندرج فى جمعية حقيقتها البرزخية واحكامه واحواله من العقائد والعلوم والاعمال والمذاهب وغير ذلك مما تفجر وتميل فيه من الحق الى الباطل فتجازى بالخسران وتقواها وافاض عليها بوساطة خادم الجمال اى آثار الجمال واموره واحكامه من كلمة التوحيد العلمى الرسمى المنافى للشرك والكفر والهوى الجلى وسائر الفساد فى تبة الشريعة والطريقة ومن كلمة التوحيد العينى الحقيقى المزيل للشرك والكفر والهوى الخفى وباقى الكساد فى مرتبة المعرفة والحقيقة ومن غيرهما من لطائف العلوم والمعارف ومحاسن الاعمال والاحوال ومكارم الاخلاق والصفات قد أفلح اى دخل فى الفلاح فى جميع المراتب صورة وحقيقة من زكاها من طهرها من رذآئل آثار الجلال فى جميع الاطوار وقد خاب اى حرم من الفلاح من دساها اى اخفى فيها الآثار الجلالية والصفات النفسانية وكتم فيها العيوب والقبائح الشيطانية والاهوآء والشهوات البهيمية والاعمال والاخلاق الرديئة ولم يعالجها باضدادها بل اهملها عن التربية فى مرتبة الشريعة بالتقوى والصلاح وعن التزكية فى مرتبة الطريقة بالمجاهدة والاصلاح وساعدها فى هواها وشهواتها فى النيات والمقصود والاعمال والاقوال وصارت حركاتها وسكناتها جميعا بالاهوآء انتهى باختصار فان كلامهرحمه الله فى هذه الآية يبلغ الى نصف جزء بل اكثر.