التفاسير

< >
عرض

وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَىٰ
٧
-الضحى

روح البيان في تفسير القرآن

{ ووجدك ضالا } معنى الضلال فقدان الشرآئع والخلو عن الاحكام التى لا يهتدى اليها العقول بل طريقها السماع كما فى قوله تعالى ما كنت تدرى ما الكتاب يعنى راه نيافته بودى باحكام وشرآئع.
واليه يؤول معنى الغيبوبة فان ضل يجيئ بمعنى غاب كما فى قوله شربت الاثم حتى ضل عقلى. اى شربت الخمر حتى غاب عقلى وغلب قال الراغب يقال الضلال لكل عدول عن المنهج عمدا كان او سهوا يسيرا كان او كثيرا ولذا نسبت الضلال الى الانبياء والى الكفار وان كان بين الضلالين بون بعيد ألا ترى أنه قال فى النبى عليه السلام ووجدك ضالا فهدى اى غير مهتد لما سبق اليك من النبوة وقال فعلتها اذا وانا من الضالين وقال انا ابانا لفى ضلال مبين تنبيها على ان ذلك منهم سهو انتهى هذا واحذر عن الاساءة فى العبارة { فهدى } اى فهداك الى مناهج الشرآئع فى تضاعيف ما اوحى اليك من الكتاب المبين وعلمك ما لم تكن تعلم قدم هذا الامتنان على الاخير لان ابتدآءه بعد زمان اليتيم وقت التكليف فانه عليه السلام كان موفقا للنظر الصحيح حينئذ ولهذا لم يعبد صنما قط ولم يأت بفاحشة وفى الاسئلة المقحمة معناه ووجدك بين ضالين فهداهم بك فعلى هذا يكون الضلال صفة قومه يقال رجل ضعيف اذا ضعف قومه وفى التأويلات النجمية اى متحير فى نيته الالوهية فهدى الى كمال المعرفة بالصحة بعد المحو والسكر والضلال الحيرة كما قال انك لفى ضلالك القديم وعن ابن عباس رضى الله عنهما ان النبى عليه السلام ضل فى شعاب مكة حال صباه وكان عبد المطلب يطلبه ويقول متعلقا باستار الكعبة

يا رب فاردد ولدى محمدا ردا الى واصطنع عندى يدا

فوجده ابو جهل فرده الى عبد المطلب فمن الله عليه حيث خلصه على يدى عدوه فكان فى ذلك نظير موسى عليه السلام حين التقط فرعون تابوته ليكون له عدوا وحزنا وقيل غير ذلك.