التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ
٥
-التين

روح البيان في تفسير القرآن

{ ثم رددناه اسفل سافلين } اى جعلناه من اهل النار الذى هو اقبح من كل قبيح واسفل من كل سافل لعدم جريانه على موجب ما خلقناه عليه من الصفات التى لو عمل بمقتضاها لكان فى اعلى عليين والحاصل انه حول بسوء حاله من احسن تقويم الى اقبح تقويم صورة ومعنى لأن مسخ الظاهر انما هو من مسخ الباطن فالمراد بالسافلين عصاة المؤمنين وافعل التفضيل هنا يتناول المتعدد المتفاوت واسفل سافلين اما حال من المفعول اى رددناه حال كونه اسفل سافلين او صفة لمكان محذوف اى رددناه الى مكان هو أسفل امكنة السافلين والاول اظهر ثم هذا بحسب بعض الافراد الانسانية لانغماسهم فى بحر الشهوات الحيوانية البهيمية وانهماكهم فى ظلمات اللذات الجسمانية الشيطانية والسبعية وفيه اشارة الى أن الاعتبار انما هو بالصورة الباطنة لا بالصورة الظاهرة ولذا قال الشيخ سعدى

ره راست بايدنه بالاى راست كه كافرهم ازروى صورت جماست

فكم من مصور على احسن الصور فى الظاهر وهو فى الباطن على اقبح الهيئات ولذا يجيئ الناس يوم القيامة افواجا فان صفاتهم الباطنة تظهر على صورهم الظاهرة فتتنوع صورهم بحسب صفاتهم على انواع وقيل رددناه الى ارذل العمر وهو الهرم بعد الشباب والضعف بعد القوة كقوله تعالى ومن نعمره ننكسه فى الخلق اى نكسناه فى خلقه فتقوس ظهره بعد اعتداله وابيض شعره بعد سواده وكل سمعه وبصره وتغير كل شئ منه

دورسته درم دردهن داست جاى جوديوارى ازخشت سمين بباى
كنونم نكه كن بوقت سخن بيفتاده يك يك جو سوركهن
مراهمجنين جعد شبرنك بود قبا در براز نازكى تنك بود
درين غايتم رشد بايد كفن كه مويم جوبنبه است ودوكم بدن

قال فى عين المعانى ولم تدخل لام الجنس فى سافلين كما ورد فى مصحف عبد الله بن مسعود رضى الله عنه لأنه عنى اسفل الخرفين خاصة دون كل الناس من اهل الزمانة وفى كشف الاسرار السافلون هم الضعفاء من المرضى والزمنى والاطفال فالشيخ الكبير اسفل من هؤلاء جميعا.