التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ
٦
-التين

روح البيان في تفسير القرآن

{ الا الذين آمنوا } ايمانا صادقا { وعملوا الصالحات } المأمور بها والمأجور عليها وهو على الاول استثناء متصل من ضمير ثم رددناه فانه فى معنى الجمع وعلى الثانى منقطع اى لكن الذين كانوا صالحين من الهرمى قال ابو الليث معنى قوله الا الذين الخ يعنى لا يخرف ولا يذهب عقل من كان عالما عاملا وفى الحديث "طوبى لمن طال عمره وحسن عمله" وعن ابن عباس رضى الله عنهما من قرأ القرءآن لم يرد الى ارذل العمر { فلهم اجر } فى دار الكرامة لأنها المحل له ودخول الفاء لتضمن اسم لكن معنى الشرط وهو على الاول للتعليل اى بغير صورهم فى النار لأنهم مثابون فى الجنة { غير ممنون } غير منقطع على طاعتهم وصبرهم على الابتلاء بالشيخوخة والهرم وعلى مقاساة المشاق والقيام بالعبادة على ضعف نهوضهم وفى التيسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان العبد اذا مرض او سافر كتب له مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما كذا روى فى الهرم وفى تفسير ابى الليث روى عن النبى عليه السلام أنه قال "ان المؤمن اذا مات صعد الملكان الى السماء فيقولان ان عبدك فلان قد مات فائذن لنا حتى نعبدك على السماء فيقول الله ان سمواتى مملوءة بملائكتى ولكن اذهبا الى قبره واكتبا حسناته الى يوم القيامة" ويجوز ان يكون المعنى غير ممنون به عليهم كما سبق فى آخر سورة الانشقاق.