التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ
١٤
-العلق

روح البيان في تفسير القرآن

{ ألم يعلم بأن الله يرى } جواب للشرطية الثانية اى يطلع على احواله فيجاريه بها حتى اجترأ على ما فعل اى قد علم ذلك الناهى أن الله يرى فكيف صدر منه ما صدر وانما افرد التكذيب والتولى بشرطية مستقلة مقرونة بالجواب مصدرة باستخبار مستأنف ولم ينظمهما فى سلك الشرط الاول بعطفهما على كان للايذان باستقلالهما بالوقوع فى نفس الامر وباستتباع الوعيد الذى ينطق به الجواب واما القسم الاول فأمر مستحيل قد ذكر فى حيز الشرط لتوسيع الدآئرة وهو السر فى تجريد الشرطية الاولى عن الجواب والاحالة به على جواب الثانية وقيل المعنى ارأيت الذى ينهى عبدا يصلى والمنهى على الهدى امرا بالتقوى والناهى مكذوب متول ولا اعجب من ذا.
بزركان كفته انددر كلمه ان الله يرى هم وعد مندرجست وهم وعيد اى فاسق توبه كن كه ترامييبند اى مرايى اخلاص ورزكه ترامبيند اى درخلوت قصد كناه كرده هش داركه ترامى بيند درويشى بعد ازكناهى توبه كرده بود وبيوسته مى كريست كفتند جندمى كريى خداى تعالى غفورست كفت ارى هرجند عفو كندخجلت آنراكه اومى ديده جه كونه دفع كنم

كيرم كه تاوز سرك كنه در كذرى زان شرم كه ديدى كه جه كردم جه كنم

قال ابو الليثرحمه الله والآية عظة لجميع الناس وتهديد لمن يمنع عن الخير وعن الطاعة وقال ابن الشيخ فى حواشيه وهذه الآية وان نزلت فى حق ابى جهل لكن كل من نهى عن طاعة فهو شريك ابى جهل فى هذا الوعيد ولا يلزم عليه المنع من الصلاة فى الدار المغصوبة والاوقات المكروهة لأن المنهى عنه غير الصلاة وهو المعصية فان عدم مشروعية الوصف المقارن وكونه مستحقا لأن ينهى عنه لا ينفى مشروعية اصل الصلاة الا أنه لشدة الاتصال بينهما بحيث يكون النهى عن الوصف موهما للنهى عن الاصل احتاط فيه بعض الاكابر حتى روى عن على رضى الله عنه رأى فى المصلى اقواما يصلون قبل صلاة العيد فقال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك فقيل له ألا ننهاهم فقال اخشى أن ندخل تحت وعيد قوله تعالى ارأيت الذى ينهى عبدا اذا صلى فلم يصرح بالنهى عن الصلاة احتياطا واخذ ابو حنيفة هذا الادب الجميل حتى قال له ابو يوسف ايقول المصلى حين يرفع رأسه من الركوع اللهم اغفر لى قال يقول ربنا لك الحمد ويسجد ولم يصرح بالنهى.