التفاسير

< >
عرض

فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ
١٧
سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ
١٨
-العلق

روح البيان في تفسير القرآن

{ فليدع } من الدعوة يعنى كوبخواند ابو جهل { ناديه } اى اهل ناديه ومجلسه ليعينوه وهو المجلس الذى ينتدى فيه القوم اى يجتمعون وقدر المضاف لأن نفس المجلس والمكان لا يدعى ولا يسمى المكان ناديا حتى يكون فيه اهله ودار الندوة بمكة كانوا يجتمعون فيها للتشاور وهى الآن لمحفل الحنفى روى أن ابا جهل مر برسول الله وهو يصلى فقال ألم ننهك فاغلظ رسول الله فقال اتهددنى وانا اكثر اهل الوادى ناديا يريد كثرة من يعينه فنزلت { سندع الزبانية } اى ملائكة العذاب ليجروه الى النار وواحد منهم يغلب على ألف ألف من امثال اهل ناديه قال عليه السلام لو دعا ناديه لاخذته الزبانية عيانا.
اجتمعت المصاحف العثمانية على حذف الواو من سندع خطا ولا موجب للحذف من العربية لفظا ولعله للمشاكلة مع فليدع او للتشبيه بالامر فى أن الدعاء امر لا بد منه وقال ابن خالويه فى اعراب الثلاثين آية الاصل سندعو بالواو وغير أن الواو ساكنة فاستثقلتها اللام ساكنة فسقطت الواو فى المصحف من سندع ويدع الانسان ويمح الله الباطل وكذلك الياء من واد النمل وان الله لهاد الذين آمنوا والعلة فيهأ ما انبأتك من بنائهم الخط على اللفظ انتهى والزبانية فى الاصل فى كلام العرب الشرط كصرد جمع شرطة بالضم وهم طائفة من اعوان الولاة سموا بذلك لأنهم اعلموا انفسهم بعلامات يعرفون بها كما فى القاموس والشرط بالتحريك العلامة والواحد زبنية كعفرية وعفرية الديك شعرة القفا التى يردها الى يافوخه عند الهراش من الزبن بالفتح كالضرب وهو الدفع لأنهم يزبنون الكفار اى يدفعونهم فى جهنم بشدة وبطش يعنى أن ملائكة العذاب سموا بما سمى به الشرط تشبيها لهم بهم فى البطش والقهر والعنف والدفع وقيل الواحد زبنى وكأنه نسب الى الزبن ثم غير الى زبانية كأنسى بكسر الهمزة واصلها زبانى وقيل زبانية بتعويض التاء عن الياء بعد حذفها للمبالغة فى الدفع وفيه اشارة الى التجليات القوية الجلالية الجرارة ابا جهل النفس الامارة واهل ناديه الذى هو الهوى وقواه الظلمانية الى نار الخذلان وجهنم الخسران.