التفاسير

< >
عرض

يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا
٤
-الزلزلة

روح البيان في تفسير القرآن

{ يومئذ } يدل من اذا { تحدث اخبارها } عامل فيهما وهو جواب الشرط وهذا على القول بأن العامل فى اذا لشرطية جوابها واخبارها مفعول لتحدث والاول محذوف لعدم تعلق الغرض بذكره اذ الكلام مسوق لبيان تهويل اليوم وان الجمادات تنطق فيها واما ما ذكر ابن الحاجب من ان حدث وانبا ونبأ لا يتعدى الا الى مفعول واحد فغير مسلم الصحة على ما فصل فى محله والمعنى تحدث الخلق اخبارها اما بلسان الحال حيث تدل دلالة ظاهرة على ما لاجله زلزالها واخراج اثقالها وان هذا ما كانت الانبياء ينذرونه ويوخوفون منه واما بلسان المقال وهو قول الجمهور حيث ينطقها الله تعالى فتخبر بما عمل على ظهرها من خير وشر حتى يود الكافر أنه سيق الى النار مما يرى من الفضوح (روى) أن عبد الرحمن بن صعصعة كان يتيما فى حجر ابى سعيد الخدرى رضى الله عنه فقال ابو سعيد يا بنى اذا كنت فى البوادى فارفع صوتك بالأذان فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لا يسمعه جن ولا انس ولا حجر ولا شجر الا شهد له" وروى أن ابا امية صلى فى المسجد الحرام المكتوبة ثم تقدم فجعل يصلى ههنا وههنا فلما فرع قيل له يا ابا امية ما هذا الذى تصنع قال قرأت هذه الآية يومئذ تحدث اخبارها فأردت أن يشهد لى يوم القيامة فطوبى لمن شهد له المكان بالذكر والتلاوة والصلاة ونحوها وويل لمن شهد عليه بالزنى والشرب والسرقة والسماوى ويقال ان لله عليك سبعة شهود المكان كما قال تعالى يومئذ تحدث اخبارها والزمان كما فى الخبر ينادى كل يوم انا يوم جديد وانا على ما تعمل فى شهيد واللسان كما قال تعالى يوم تشهد عليهم السنتهم والاركان كما قال تعالى وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم والملكان كما قال تعالى وان عليكم لحافظين والديوان كما قال تعالى هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق والرحمن كما قال انا كنا عليكم شهودا فكيف يكون حالك يا عاصى بعد ما شهد عليك هؤلاء الشهود.