التفاسير

< >
عرض

فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ
٧
وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ
٨
-الزلزلة

روح البيان في تفسير القرآن

{ فمن } بس هركه { يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } تفصيل ليروا والمثقال الوزن والذرة النملة الصغيرة او ما يرى فى شعاع الشمس من الهبال وقال ابن عباس رضى الله عنهما اذا وضعت راحتك اى يدك على الارض ثم رفعتها فكل واحد الارض ثم رفعتها فكل واحد مما لزقى بها من التراب ذرة وقال يحيى بن عمار حبة الشعير أربع ارزات والارزة اربع سمسمات والسمسمة اربع خردلات والخردلة اربعة اوراق نخالة وورق النخالة ذرة ومعنى رؤية ما يعادل الذرة من خير وشر اما مشاهدة اجزيته فمن الاولى مختصة بالسعدآء والمخصص قوله اشتاتا اى فمن يعمل من السعدآء مثقال ذرة خيرا يره والثانية بالاشقياء بقرينة اشتاتا ايضا اى ومن يعمل من الاشقياء مثقال ذرة شرا يره وذلك لأن حسنات الكافر محبطة بالكفر وسيئات المؤمن المجتنب عن الكبائر معفوة وما قيل من أن حسنة الكافر تؤثر فى نقص العقاب فقد ورد أن حاتما الطائى يخفف الله عنه لكرمه وورد مثله فى ابى طالب وغيره يرده قوله تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا وقوله عليه السلام فى حق عبد الله بن جدعان "لا ينفعه لأنه لم يقل يوما رب اغفر لى خطيئتى يوم الدين" وذلك حين قالت عائشة رضى الله عنها يا رسول الله ابن جدعان كان فى الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذلك نافعه وقوله عليه السلام فى حق ابى طالب "ولولا انا كان ولولا انا كان فى الدرك الاسفل من النار" فتلك الشفاعة مختصة به واما حسنات الكفار فمقبولة بعد اسلامهم واما مشاهدة نفسه من غير أن يعتبر معه الجزآء ولا عدمه بل يفوض كل منهما الى سائر الدلائل الناطقة بعفو صغائر المؤمن المجتنب عن الكبائر واثباته بجميع حسناته وبحبوط حسنات الكافر ومعاقبته بجميع معاصيه فالمعنى ما روى عن ابن عباس رضى الله عنهما ليس من مؤمن ولا كافر عمل خيرا او شرا الا اراه الله اياه اما المؤمن فيغفر له سيئاته ويثيبه بحسناته واما الكافر فيرد حسناته تحسيرا له وفى تفسير البقاعى الكافر يوقف على ما عمله من خير على أنه جوزى به فى الدنيا او انه احبط لبنائه على غير اساس الايمان فهو صورة بلا معنى ليشتد ندمه ويقوى حزنه واسفه والمؤمن يراه ليشتد سروره به وفى جانب الشر يراه المؤمن ويعلم أنه قد غفر له فيكمل فرحه والكافر يراه فيشتد حزنه وترحه وفى التأويلات النجمية ليروا اعمالهم المكتسبة بيدى الاستعدادات الفاعلية العلمية والقابلية العملية فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره فى الصورة الجزآئية لتصور الاعمال بصور تناسبها نورانية كانت او ظلمانية ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره متجسدا فى يوم القيامة فى جسد السباع بحسب القوة الغضبية وفى جسد البهائم بحسب القوة البهيمية وكلما ازدادت الصور الحسنة المتنوعة ازدادت البهجة والسرور كما أنه كلما ازدادت الصورة القبيحة المختلفة ازداد العبوس والالم وفيه رمز الى أنه لا يلزم من مجرد الرؤية المجازاة كما فى حق المؤمن وذلك من فضل الله تعالى على من يشاء من عباده وفى التفاسير نزلت الآية ترغيبا فى الخير ولو كان قليلا كتمره وعنبة وكسرة وجوزة ونحوها فانه يوشك أن يكثر اذا كان بنية خالصة وتحذيرا من الشر وان كان قليلا كخيانة ذرة فى الميزان وكنظرة وخطوة وكذبة فانه يوشك ان يكون كثيرا عظيما للجرآءة على الله العظيم وكان الناس فى بدء الانسان يرون أن الله لا يؤآخذهم بالصغائر من الذنوب وكان بعضهم يستحيى من صدقة الشئ اليسير ويظن أنه ليس له اجرحتى نزلت الآية وفى الحديث اذا زلزلت تعدل ربع القرءآن رواه ابن ابى شيبة مرفوعا فتكون قرآءتها اربع مرات كقرآءة القرءآن كله وذلك لأن الايمان بالبعث ربع الايمان فى قوله عليه السلام "لا يؤمن عبد حتى يؤمن باربع يشهد ان لا اله الا الله وانى رسول الله بعثنى الله بالحق ويؤمن بالبعث بعد الموت ويؤمن بالقدر" وفى بعض الآثار أن سورة الزلزله نصف القرءآن وذلك لأن احكام القرءآن تنقسم الى احكام الدنيا واحكام الآخرة وهذه السورة تشتمل على احكام الآخرة كلها اجمالا وروى أن جد الفرزدق بن صعصعة بن ناجية اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقرئه يعنى كفت از آنجه برنو فرودمى آيد برمن بخوان.
وفى كشف الاسرار صعصعه عم فرزدق بيش مصطفى آمد ومسلمان كشت واز رسول خدا در خواست تا از قآن جيزى بروى بخواند فقرأ عليه السلام عليه هذه الآية اى فمن يعمل الخ فقال حسبى حسبى وآشوبى وشورى از نهاد وى برآمد وبخاك افتاد وزار بكريست وهى احكم آية وسميت الجامعة وعن زيد بن اسلم رضى الله عنه ان رجلا جاء الى النبى عليه السلام فقال علمنى ما علمك الله فدفعه الى رجل يعلمه القرءآن فعلمه اذا زلزلت الارض حتى بلغ فمن يعمل الخ قال الرجل حسبى فاخبر بذلك النبى عليه السلام فقال
"دعه فقد فقه الرجل" جون كسى داندكه برذره وحبه محاسبه بايد كرد امروز بحساب خود مشغول شود

حساب كارخود امروز كن كه فرصت هست زخير وشر بنكر تاجهاست حاصل تو
اكر بنقد نكويى توانكرى خوش باش ورت بغير بدى نيست واى بردل تو

تمت سورة الزلزلة فى رابع جمادى الأولى.