التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ ٱلنَّعِيمِ
٨
خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٩
-لقمان

البحر المديد في تفسير القرآن المجيد

يقول الحق جل جلاله: { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحت لهم جناتُ النعيم }، قيل: معكوس، أي: لهم نعيم الجنات، أو: لهم بساتين، أو: ديار النعيم. { خالدين فيها }: حال من ضمير "لهم". والعامل: الاستقرار. { وَعْدَ الله حقاً } أي: وعدهم ذلك وعداً، وثبت لهم حقاً مُهماً، مصدران مؤكدان، الأول لنفسه، والثاني لغيره، إذ قوله: { لهم جنات النعيم }؛ في معنى: وعدهم الله جنات النعيم: { وحقا }: يدل على معنى الثبات المفهوم من إنجاز الوعد. { وهو العزيزُ } الغالب، الذي لا يُعارَض في حكمه، فينفذ وعده لا محالة. { الحكيمُ } الذي لا يفعل إلا ما استدعته حكمته.
الإشارة: إن الذين آمنوا في البواطن، وحققوا ذلك بالعمل الصالح في الظواهر، لهم جنات المعارف معجلة، وجنات الزخارف مؤجلة، وعداً حقاً وقولاً صدقاً، فما كَمُنَ في السرائر ظهر في شهادة الظواهر، وإلا كان دعوى ونفاقاً، والعياذُ بالله.
ثم ذكر شواهد قدرته على انجاز وعده، فقال: { خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ... }