التفاسير

< >
عرض

وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ ٱللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
١٠٦
-التوبة

البحر المديد في تفسير القرآن المجيد

قلت: الإرجاء هو التأخر، يقال: أرجاه ـ بالهمز وتركه ـ: أَخره.
يقول الحق جل جلاله: { وآخرون } من المتخلفين، تخلفوا من غير عُذر، ولم يعتذروا بشيء، { مُرْجَوْنَ } أي: مؤخرون { لأمرِ الله } في شأنهم؛ { إما } أن { يُعَذِّبهم } على تخلفهم عن الجهاد مع رسوله، { وإما } أن { يتوب عليهم } حيث تابوا وندموا، والترديد باعتبار العباد، وفيه دليل على أن كلا الأمرين بإرادته تعالى، { والله عليم } بأحوالهم، { حكيم } فيما فعل بهم.
والمراد بهؤلاء الثلاثة: كَعْب بن مالك، وهِلال بن أمية، ومُرَارَة بن الربيع، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ألا يُسلموا عليهم ولا يكلموهم، فلما رأوا ذلك أخلصوا نياتهم، وفوضوا أمرهم إلى الله، فرحمهم، وسيأتي تمام قصتهم وتوبة الله عليهم بعدُ، إو شاء الله.
الإشارة: وآخرون مؤخرون عن صحبة المشايخ العارفين، حتى ماتوا مفروقين، إما أن يعذبهم على ما أصروا من المساوئ والذنوب، وإما أن يتوب عليهم بفضله وكرمه، إنه عليم لا يخفى عليه ما أسروا، حكيم فيما قضى عليهم من أمر الحجاب بعدله وقضائه.
ثم ذكر أهل مسجد الضرار، فقال: { وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً }.