التفاسير

< >
عرض

ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ
٦
-الفاتحة

تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه

معناه ثبتنا، لأنهم كانوا مهتدين، وإنما هو رغبة إلى الله أن يثبتنا على ذلك حتى يأتي الموت ونحن عليه.
وقيل: معناه / ألهمنا الثبات على الصراط المستقيم، وهو دين الإسلام، وهو مروي عن ابن عباس.
و "هَدَى" يكون بمعنى: "أَرْشَد"، نحو قوله:
{ وَٱهْدِنَآ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلصِّرَاطِ } [ص: 22]، أي أرشدنا.
ويكون بمعنى "بَيَّنَ" كقوله:
{ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ } [فصلت: 17]، أي بينّا لهم الصواب من الخطأ، فاستحبوا الخطأ.
ويكون بمعنى "أَلْهَمَ" كقوله:
{ ثُمَّ هَدَىٰ } [طه: 50]، / أي ألهم الذَّكَر من الحيوان إلى إتيان الأنثى.
وقيل: معناه ألهم المصلحة ويكون هدى بمعنى "وَفَّقَ" كما قال"
{ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } [البقرة: 258] أي لا يوفقهم.
والصراط المستقيم كتاب الله. وهو مروي عن النبي [عليه السلام].
وقال ابن عباس: "هو الطريق إلى الله عز وجل".
وعن جماعة من الصحابة أنه الإسلام.
وقال جابر بن عبد الله: "هو الإسلام وهو أوسع مما بين السماء والأرض".
وعن أبي العالية أنه: "رسول الله صلى الله عليه وسلم / وصاحباه ابو بكر وعمر".
وهو قول الحسن.
وأصله الطريق الواضح.
وقال ابن الحنفية: "هو دين الله تعالى".
وسمي مستقيماً لأنه لا عوج فيه ولا خطأ.
وقيل: سمي بذلك لاستقامته بأهله إلى الجنة.
وأصل { ٱلْمُسْتَقِيمَ }: "الْمُسْتَقْوِم"، فألقيت حركة الواو على القاف وبقيت الواو ساكنة فقلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها. كما قالوا ميزان، وهو من الوزن. وأصله "مِوْزَان"، ثم قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها. وكذلك يقلبون الياء واواً إذا انضم ما قبلها نحو "مُوقِنٍ" و "موسِرٍ" لأنه من اليقين واليسار.