قوله: { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } إلى قوله { يُشْرِكُونَ }
والمعنى فمن أشد ظلماً يا محمد { مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً }: أي: اختلق على الله الكذب { أَوْ كَذَّبَ بِآيَـٰتِهِ }: أي: بحُجَجِهِ، وَرُسله.
{ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْمُجْرِمُونَ } "الهاء" كناية عن الأمر، و "المجرمون": الذين اجترموا من الكفر، أي: اكتسبوه.
ثم وصفهم الله تعالى، فقال: { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ }: وهي الأصنام، لا يضرهم ترك عبادتها، ولا تنفعهم عبادتها.
وقال الطبري: المعنى: "ولا تنفعهم عبادتها في الدنيا، ولا في الآخرة.
ثم قال عنهم: { وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلاۤءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ ٱللَّهِ }: كانوا يعبدون الأصنام، رجاء أن تشفع لهم عند الله سبحانه.
ثم قال: (قل) - يا محمد - { أَتُنَبِّئُونَ ٱللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ }: أي: أتخبرون الله بما لا يكون في السماوات، ولا في الأرض أن تشفع الآلهة لأحد.
{ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ }: أي تنزيهاً له وعلوّاً عن شركهم.