التفاسير

< >
عرض

قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ ٱللَّهُ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ
٣٤
قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ قُلِ ٱللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيۤ إِلاَّ أَن يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ
٣٥
-يونس

تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه

قوله: { قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } إلى قوله { تَحْكُمُونَ }.
والمعنى: قل يا محمد لهؤلاء المشركين: / { هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ } أي: آلهتكم. { مَّن يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ } أي: ينشؤه من غير أصل، ولا مثال، { ثُمَّ يُعِيدُهُ }: أي: ثم يَفْنِيهِ، إذا شاء، ثم يعيده كهيئته قبل أن يفنيه، فإنهم لا يدعون ذلك لآلهتهم. وينقطعون، فقل لهم: { ٱللَّهُ يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } بعد إفنائه { فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ }: أي: من أي وجه تصرفون وتقلبون عن الحق. { ثُمَّ يُعِيدُهُ }: وقف.
ثم قال تعالى: { قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ } وسيبويه يمنع الكسر في (يهدي) في الياء، ويجيزه في التاء، والنون، والهمزة لأن الكسر ثقيل في الياء، والكسر في الهاء إنما يجوز لالتقاء الساكنين.
وأما قراءة من قرأ يهدي بالتخفيف والإسكان. فقال الكسائي والفراء: (يهدي) بمعنى ("يهتدي").
وقال المبرد: لا يُعرف "هدى" بمعنى "اهتدى" قال: ولكن التقدير: أَمَّنْ لا يهدي غيره. ثم قال: { إِلاَّ أَن يُهْدَىٰ } على الاستثناء المنقطع، كأنه تم الكلام عند قوله: { أَمَّن لاَّ يَهِدِّيۤ } ثم استأنف فقال: "لكنه يحتاج أن يهدي".
وروي عن ابن عامر: "إلا أن يَهَدِّي" بالتشديد.
وقوله: { فَمَا لَكُمْ } هذا تمام الكلام عند الزجاج، والمعنى: فأي شيء لكم في عبادة الأصنام.
ثم قال: (لحين تحكمون) كيف في موضع نصب بـ "تحكمون".
ومعنى الآية: هل من شركائكم من يهدي إلى الحق، أي: يرشد إليه ضالاً. فإنهم لا يدعون ذلك، إذ عجزهم يمنعهم من ذلك. فقل لهم يا محمد: { ٱللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ }: أي: يرشد الضُّلال إلى الهدى.
{ أَفَمَن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ } إلى ما يدعو إليه { أَمَّن لاَّ يَهِدِّيۤ إِلاَّ أَن يُهْدَىٰ }: أي: أمَّن لا ينتقل من مكانه إلا أن (ينقل) { إِلَى ٱلْحَقِّ }: وقف، { إِلاَّ أَن يُهْدَىٰ } وقف. { فَمَا لَكُمْ } وقف عند أبي حاتم، والزجاج، وابن الأنباري.
وقال غيرهم: { كَيْفَ تَحْكُمُونَ } هو التمام.