التفاسير

< >
عرض

وَٱلْعَصْرِ
١
إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ
٢
إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْحَقِّ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ
٣
-العصر

تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه

قوله تعالى: { وَٱلْعَصْرِ * إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ } إلى آخرها.
قال ابن عباس: العصر: الدهر.
وقال قتادة: العمر ساعة من ساعات النهار، (يعني: العشي).
وقاله الحسن.
وقال الفراء: العَصْر [و] العَصَر: الدهر، وهو قسم. وتقديره: ورب العصر، وخالق العصر، ونحوه.
وقوله: { إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ } جواب القسم.
وقال أبو عبيدة: لفي هلكةٍ ونقصان. وقيل: الخسر: دخول النار، يعني به الكافر. والإنسان اسم للجنس، ولذلك وقع الاستثناء (منه، فقال):
{ إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْحَقِّ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ }.
أي: وأوصى بعضهم بعضاً (بلزوم العمل بطاعة الله واجتناب معاصي الله.
(قال قتادة: "الحق) كتاب الله".
ثم قال تعالى: { وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ }.
أي: وأوصى بعضهم بعضاً) بالصبر على العمل بطاعة الله جل وعز.
وكان علي بن أبي طالب عليه السلام يقرأ: "والعصر ونوائب الدهر، إن الإنسان لفي (خسر)، وإنه فيه إلى آخر الدهر"، وهذه قراءة مخالفة / للمُصْحف المجمع عليه، فلا يجوز لأحد أن يقرأ بها فيخالف الإجماع، وإنّمَا هي على معنى التفسير. وروى ابن أبي حماد عن أبي بكر عن عاصم: "لفي خُسُر"، بضم السين والخاء.
وروي عن أبي عمرو أنه كان (يقرأ "بالصبِر")، بكسر الباء، وهذا إنّما يجوز في الوقف على نقل الحركة.
وكان سلام [أبو المنذر] يقرأ "والعصِر"، بكسر الصّاد، وهذا لا يجوز إلا في الوقف أيضاً. (وليس في هذه السورة) تمام إلى آخرها.