قوله: { وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ } إلى قوله: { [ٱ]لضَّآلُّونَ }.
المعنى وخبِّر عبادي يا محمد عن أصحاب ضيف إبراهيم، وهم الملائكة الذين دخلوا على إبراهيم حين أرسلهم الله لإهلاك قوم لوط وليبشروا إبراهيم بإسحاق [صلى الله عليه وسلم]. قال الضيف لإبراهيم { سَلاماً } قال إبراهيم: { إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ } أي: خائفون { قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ } أي: لا تخف { إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ } وهو إسحاق.
وقال الزجاج: إنما خاف إبراهيم منهم لما قدم اليهم العجل فرآهم لا يأكلون. فقال { أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ ٱلْكِبَرُ } أي: لأن مسني، وبأن مسني. وكان إبراهيم في ذلك الوقت ابن مائة سنة. وكانت زوجته سارة بنت تسع وتسعين سنة. قال مجاهد: عجب إبراهيم من هذه البشرى مع كبره وكبر امرأته فاستفهم فقال { فَبِمَ تُبَشِّرُونَ } أنا كبير وامرأتي كبيرة لا تلد.
قالت الملائكة: { بَشَّرْنَاكَ بِٱلْحَقِّ } أي: بالخبر اليقين أن الله [تعالى] يهب لك غلاماً فلا تكونن من القانطين، أي من الآيسين من فضل الله [عز وجل] ولكن أبشر بما بشرناك به. قال إبراهيم [لهم]: { وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ [إِلاَّ] ٱلضَّآلُّونَ } أي من / ييأس من فضل ربه إلا من ضل عن سبيل الله.
يقال: قنط [يقْنِط ويقْنُط] قنوطاً فهو قانط، وقَنِط يَقْنَط قنطاً فهو قَنِط وقَانِط.
ويروى: أنهم بشروه أن الله جلّ ذكره قضى أن يُخْرجَ من ذريتك مثل ما أخرج من صلب نوح وأكثر.