التفاسير

< >
عرض

بِئْسَمَا ٱشْتَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَآ أنَزَلَ ٱللَّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ
٩٠
-البقرة

تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه

قوله: { بِئْسَمَا ٱشْتَرَوْاْ }.
أي: باعوا أنفسهم بالكفر من أجل ما أنزل الله على عبده محمد [صلى الله عليه سلم] حسداً وبغياً إذ لم يكن من بني إسرائيل.
والعرب تقول: "شَرَيْتُ" و "اشْتَرَيْتُ" بمعنى بعت. والأكثر "شريت" بمعنى "بعت"، و "اشتريت" بمعنى "ابتعت". وربما استعمل كل واحد في موضع صاحبه.
قوله: { فَبَآءُو بِغَضَبٍ }.
أي: لجحودهم بما قد تيقنوا أمره، وعلموا صحة نبوته فحسدوه وبغوه إذ لم يكن من ولد إسرائيل، وكان من ولد إسماعيل.
{ عَلَىٰ غَضَبٍ } متقدم، وهو بعبادتهم العجل [وكفرهم بعيسى عليه السلام].
وقال ابن عباس: "الغضب الأول [لتضييعهم لما] في التوراة، والثاني بجحودهم بمحمد صلى الله عليه وسلم".
وقال عكرمة: "الأول بكفرهم بعيسى، والثاني بكفرهم بمحمد [صلى الله عليه وسلم]".
وقال مجاهد: "الأول بكفرهم بعيسى [صلى الله عليه وسلم] والإنجيل. والثاني بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن".
قوله: { وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ }.
أي وللجاحدين بمحمد صلى الله عليه وسلم عذاب مهين. وسُمي مهيناً لأنه يذل الكافر فلا يخرج من ذلته أبداً.
فأما العذاب الذي يعذب به أهل الكبائر فليس بمهين لأنه يتخلص منه برحمة الله وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
ووصف الله العذاب بالمهين يدل على أن ثم عذاباً غير مهين، وهو ما ذكرنا.