قوله: { يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ ٱللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي ٱلْكَلاَلَةِ... } الآية.
قوله: { يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ } أي: كراهة أن تضلوا قاله المبرد.
وقال الكسائي والفراء: المعنى: لئلا تضلوا.
وروى ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَدْعُوَنَّ أحدكم على ولده، أن يوافق من الله إجابة" المعنى: لئلا يوافق.
وقيل: المعنى: يبين الله لكم الضلالة لتجتنبوه.
ومعنى الآية: أن عمر بن الخطاب سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلالة، فنزلت { يَسْتَفْتُونَكَ... } الآية.
والكلالة من لا ولد له ولا والد من الموتى، فهو اسم للميت الذي لم يترك ولداً ولا والداً.
وقيل: الكلالة اسم للورثة الذين لا ولد فيهم ولا والد، وقد مضى ذكر هذا بأشبع من هذا.
وقيل: إنها نزلت في جابر بن عبد الله عاده النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه، قال جابر: فقلت يا رسول الله: كيف أقضي في مالي؟ وكان له تسع أخوات ولم يكن له ولد ولا والد، قال: فلم يجبني النبي صلى الله عليه وسلم بشيء حتى نزلت آية الميراث { يَسْتَفْتُونَكَ } الآية.
وقال الفراء وأنس: هي آخر آية نزلت من القرآن.
وقال جابر: نزلت في المدينة.
وقيل نزلت في سفر كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم ومعنى حكمها: أن من مات لا ولد له ولا والد { وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَآ } إن مات وليس لها ولد ولا والد، وللاثنين فأكثر من أخيهما الثلثان.
فإن ترك إخوة ذكوراً وإناثاً { فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ ٱلأُنثَيَيْنِ } والأخ للأب يقوم مقام الأخ للأب والأم عند عدمه، وكذلك الأخت.
وقوله: { فَإِن كَانَتَا ٱثْنَتَيْنِ } فيه قولان:
قال الأخفش: التقدير: فإن كان من ترك اثنتين ثم ثنى الضمير على معنى من.
وقال المازني: فائدة الخبر هنا أنه لما قال { كَانَتَا } كان يجوز أن يكون الخبر صغيرين، أو كبيرين، فلما قال { ٱثْنَتَيْنِ } اشتمل على الصغير والكبير فأفاد ذلك.