التفاسير

< >
عرض

ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ
١
وَإِن يَرَوْاْ آيَةً يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ
٢
وَكَذَّبُواْ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ
٣
-القمر

تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه

قوله تعالى { ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ } إلى قوله: { وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ } الآيات.
معناه دنت القيامة وقربت.
روى أنس
"أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب وقد كادت الشمس تغيب فقال ما بقي من دنياكم فيما مضى إلا مثلاً ما [بقي] من هذا اليوم فيما مضى وما نرى من الشمس إلا يسيراً" .
وقال كعب ووهب الدنيا ستة آلاف سنة. قال وهب قد مضى منها خمسة آلاف وستمائة، وهذا إنذار من الله بدنو القيامة وقرب فناء الدنيا.
وقوله: / { وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ } أي: انفلق وكان ذلك على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة قبل الهجرة، وذلك أن كفار قريش سألوه آية فأراهم انشقاق القمر، فدل على صحة قوله، فلما أراهم ذلك (أعرضوا وكذبوا). وقالوا هذا سحر مستمر سحرنا له محمد، ففي ذلك يقول الله جل ذكره.
{ وَإِن يَرَوْاْ آيَةً يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ } ومعنى مستمر: أي: ذاهب. وقيل مستمر: شديد. وقيل معناه: يشبه بعضه بعضاً. قال أنس: انشق القمر فرقتين. وقال ابن مسعود انشق القمر ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى ذهبت فرقة منه خلف الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشهدوا.
ثم قال: { وَكَذَّبُواْ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ } أي: كذبت قريش واتبعت أهواءها. { وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ } أي: كل أمر يستقر إن خيراً في الجنة، وإن شراً ففي النار.