التفاسير

< >
عرض

وَكَذٰلِكَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
١٠٥
-الأنعام

تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه

قوله: { وَكَذٰلِكَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ } الآية.
المعنى: وكما صرفنا لكم الحجج والعلامات فيما تقدم مثل ذلك أفعل في كل ما جهلتموه ولم تعرفوه، ومعنى (نُصَرّف): نبيّن.
وقوله: { وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ } أي: "ولئلا يقولوا درست".
وقيل: المعنى: وليقولوا درست صرفناها، لأنهم لما آل أمرهم بَعدُ - (عند تصريف الآيات) - إلى أن يقولوا لمحمد: "درست". صار كأنه إنما صرَّفها ليقولوا ذلك، مثل
{ { رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ } [يونس: 88]، و { { لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً (وَحَزَناً) } [القصص: 8] وشبهه، وأهل اللغة يسمون هذه اللام لام الصيرورة، لأن السبب الذي "صيرهم ليقولوا له": "درست"، هو تصريف { ٱلآيَاتِ }.
ومعنى (دَرَسْتَ): قَرأْتَ وتَعلَّمْتَ كتب الأولين.
ومن قرأ (دارَسْتَ) فمعناه: قارَأْتَ أهل الكتاب فتعلمت منهم وتعلموا منك.
ومن قرأ (دَرَسَتْ) / بإسكان التاء، فمعناه: تقادمت وَاّمَحتْ، أي: الذي تتلوه علينا قد مَرَّ بنا قديماً و (تطاولت) مدته.
وروى الحسن: (دَارَسَتْ) بألف وإسكان التاء. ولا يجيزها أبو حاتم، لأن الآيات لا تدارس. ومعنى الآية عند غيره: وليقولوا: دارستك أمتك.
{ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } أي: صرفناها لنبين القرآن لقوم يعلمون. فالهاء (في) { وَلِنُبَيِّنَهُ } للقرآن، وقيل: للتصريف.