تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه
قوله: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ}، إلى {عَمِينَ}.
والمعنى: إن الله (عز وجل) أخبرنا أن نوحاً (عليه السلام) قال لقومه: إني {رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ}، أرسلني إليكم، لأبلغكم رسالاته، {وَأَنصَحُ لَكُمْ} في تحذيري إياكم عقابه، {وَأَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}، / أي: أعلم أن عقابه لا يرّد عن القوم المجرمين.
وقيل المعنى: أعلم من الله أنه مهلككم ومعذبكم إن لم تؤمنوا.
ثم قال لهم موَبِّخاً: {أَوَ عَجِبْتُمْ أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنْكُمْ}، وذلك إذ قالوا (له): { مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا } [هود: 27].
ومعنى: {عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنْكُمْ}.
أي: مع رجل.
وقيل: على لسان رجل.
{لِيُنذِرَكُمْ} بأسه، والعمل بما لا يرضيه، فيرحمكم إن آمنتم وأطعتموني.
قال الله (تعالى) مخبراً: {(فَكَذَّبُوهُ) فَأَنجَيْنَاهُ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ}.
أي: من المؤمنين، من أهله، وغيرهم.
{وَأَغْرَقْنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ}.
أي: جحدوا بها.
{إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ}.
أي: عمين عن الحق.
وهو من عمى القلب.