التفاسير

< >
عرض

مِّمَّا خَطِيۤئَاتِهِمْ أُغْرِقُواْ فَأُدْخِلُواْ نَاراً فَلَمْ يَجِدُواْ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَنصَاراً
٢٥
-نوح

تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه

- قوله: { مِّمَّا خَطِيۤئَاتِهِمْ أُغْرِقُواْ }.
أي: من عقوبة خطيئاتهم أَغرقَهُم الله ثم أَدخَلهم النار، يعني قوم نوح.
- { فَلَمْ يَجِدُواْ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَنصَاراً }.
أي: فلم يجدوا لأنفسهم ناصرين ينصرونهم من عذاب الله إذ جاءهم. و "ما" زائدة للتوكيد.
وقال الفراء: { مِّمَّا خَطِيۤئَاتِهِمْ } معناه: من أجل خطيئاتهم، فـ "ما" أفادت هذا المعنى، قال: و "ما" تدل على المجازاة، ومنه قوله: حيث ما تكن أكن. وقد قرأ أبو عمرو: "خطاياهم"، جعله جمعاً مكسراً، واختاره لأنه مبني للتكثير، والمسلم الذي بالتاء: الأغلب في كلام العرب أن يكون للقليل، وليس خطايا قوم كفروا ألفَ سنةٍ بقليلة.
وعلة من قرأ بالجمع المسلم بالتاء أنه يقع للكثير كمَا يقع للقليل، وتختص الكثرة إذا عُلم المعنى. وقد قال الله:
{ وَهُمْ فِي ٱلْغُرُفَاتِ آمِنُونَ } [سبأ: 37] وقال { لِّكَلِمَاتِ رَبِّي } [الكهف: 109]، فهل هذا جمع قليل في قول أحد؟ بل هو كثير، إذ قد علم المعنى، فكذلك ذاك، وقد قيل: إن الخطيئات جمع [خطايا] أيضاً، فهو جمع الجمع، وجمع الجمع بابه الكثير.