التفاسير

< >
عرض

فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ فَإِخْوَٰنُكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَنُفَصِّلُ ٱلأيَـٰتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
١١
وَإِن نَّكَثُوۤاْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوۤاْ أَئِمَّةَ ٱلْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ
١٢
-التوبة

تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه

قوله: { فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ }، إلى قوله: { لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ }.
المعنى: فإن تاب هؤلاء المشركون الذين أمرتكم بقتلهم، { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ }، فهم إخوانكم في الدين، { وَنُفَصِّلُ ٱلأيَـٰتِ }، أي: نبين لهم الحجج، { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }، ذلك.
قال قتادة المعنى: فإن تركوا اللات والعُزّى، وشهدوا: أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ }، فهم إخوانكم في الدين.
قال ابن زيد: افترضت الصلاة والزكاة جميعاً، فلم يفرق بينهما. وقال: يرحم الله أبا بكر ما كان أفقهه.
وقوله: { وَإِن نَّكَثُوۤاْ أَيْمَانَهُم }.
أي: وإن نكث هؤلاء المشركون عهودهم من بعد ما عاهدوكم.
{ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ }.
أي: قدحوا فيه، وثلبوه وعابوه.
{ فَقَاتِلُوۤاْ أَئِمَّةَ ٱلْكُفْرِ }.
أي: رؤوس أهل الكفر.
{ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ }.
من قرأ بـ: "فتح الهمزة" فمعناه: لا عهود لهم، وهو جمع "يمينٍ".
ومن كسر احتمل معنيين:
أحدهما أن يكون معناه: لا إسلام لهم، فيكون مصدر: آمن الرجل يؤمن: إذا أسلم.
ويحتمل أن يكون مصدر: آمنته من الأمن، فيكون المعنى: لا تُؤَمِّنُوهُمْ، ولكن اقتلوهم.
و { أَئِمَّةَ }: جمع إمام، وهو: أبو جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وأبو سفيان بن حرب، ونظراؤهم الذين هَمُّوا بإخراجه.
وقال السدي: هم قريش.
وقال حذيفة: ما قوتل أهل هذه الآية بعد.
وأصل "النكثِ": النقض.
{ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ }.
أي: / ينتهون عن الشرك ونقض العهود.