التفاسير

< >
عرض

وَٱلْعَادِيَاتِ ضَبْحاً
١
فَٱلمُورِيَاتِ قَدْحاً
٢
فَٱلْمُغِيرَاتِ صُبْحاً
٣
فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً
٤
فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً
٥
-العاديات

تفسير الجيلاني

{ وَٱلْعَادِيَاتِ ضَبْحاً } [العاديات: 1] أقسم سبحانه بالنفوس المقدسة الزكية عن مطلق الرذائل والأنسية، وشبَّهها في سرعة العدو والجري بالخيول الجياد العادية، المجاوزة عن مضائق بقعة الإمكان، ومحابس نشأة الناسوت نحو فضاء الوجوب، ومراتب عوالم اللاهوت، شوقاً إليها وتحنناً نحوها؛ لذلك كلمَّا قطعت عقبة من العقبات الناسوتية تضبح ضبحاً.
والضبح: هو صوت أنفاس الفرس عند العدو، وتلك النفوس تضبح تشوقاً إلى مقعد الوجوب، وتنفساً عن كروب الإمكان وأحزان الهيولى والأركان.
{ فَٱلمُورِيَاتِ قَدْحاً } [العاديات: 2] أي: النفس الممتحنة للسرعة، المستعجلة نحو الموطن الأصلي بالميل الجبلِّي، سيما بعد الجذب الإلهي الموري لحوافر مراكب الشوق عند عدوها على أحجار الطبائع وجنادل الهيولى والأركان، نار المحبة والمودة من شدة تشوقها وتلذذها إلى النيل والوصول، واستنشاقها من نسائم روائح الحضور والقبول.
{ فَٱلْمُغِيرَاتِ صُبْحاً } [العاديات: 3] أي: النفوس التي تغير في المبادرة والمسابقة نحو عالم اللاهوت، وتجتهد وتسعى أن تصل إليها قبل كل واحدة من النفوس المبادرة إياها والساعية نحوها.
{ فَأَثَرْنَ بِهِ } أي: هيجن وحركن في ذلك الوقت الذي وصلن إليه { نَقْعاً } [العاديات: 4] ليكون علامة تدل على وصولهن.
{ فَوَسَطْنَ بِهِ } أي: دخلن بذلك الوقت { جَمْعاً } [العاديات: 5] سكان علام اللاهوت؛ أي: المطلقين عن جميع القيود الناسوتية.