التفاسير

< >
عرض

ٱلْقَارِعَةُ
١
مَا ٱلْقَارِعَةُ
٢
وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْقَارِعَةُ
٣
يَوْمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلْفَرَاشِ ٱلْمَبْثُوثِ
٤
وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ ٱلْمَنفُوشِ
٥
-القارعة

تفسير الجيلاني

{ ٱلْقَارِعَةُ } [القارعة: 1] أي: الساعة التي تقرع الأسماع من هولها وهيبتها، وتدهش العقول من شدتها وصولتها.
ثمَّ أبهم سبحانه تهويلاً، فقال: { مَا ٱلْقَارِعَةُ } [القارعة: 2] المذكورة، وأية شيء هي؟.
ثمَّ أبهمها مرة أخرى على حبيبه صلى الله عليه وسلم؛ تأكيداً على تهويلها وفظاعة شأنها، فقال: { وَمَآ أَدْرَاكَ } وأعلمك يا أكمل الرسل { مَا ٱلْقَارِعَةُ } [القارعة: 3] العجيبة الشأن الفظيعة العظيمة الهائلة المهولة؟.
ثمَّ عدّ سبحانه لوازمها وما يترتب عليها؛ لينتقل منها إليها، وإنما أشار سبحانه بهذه الطريقة أيضاً إلى شدة هولها وفظاعتها؛ ليكون تهويلاً على تهويل، وتأكيداً على تأكيدٍ.
اذكر يا أكمل الرسل لمن تذكّر { يَوْمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ } من شدة أهوالهم وأفزاعهم { كَٱلْفَرَاشِ ٱلْمَبْثُوثِ } [القارعة: 4] أي: كالطير المتهافت على النار من شدة اضطرابه؛ يعني: يكون الناس يومئذ مثل الفراش المتفرق في الجهات من غاية الاضطراب، بحيث لا يتمالكون على نفوسهم، بل يركب بعضهم فوق بعض، ويطأ بعضهم بعضاً من شدة خشيتهم ورهبتهم وازدحامهم.
{ وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ } من كمال قهر الله وغضبه { كَٱلْعِهْنِ ٱلْمَنفُوشِ } [القارعة: 5] أي: كالصوف الملون المندوف، تطير في جو الهواء يمنة ويسرة.