التفاسير

< >
عرض

إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ ٱلْكَوْثَرَ
١
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنْحَرْ
٢
إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلأَبْتَرُ
٣
-الكوثر

تفسير الجيلاني

{ إِنَّآ } من مقام عظيم جودنا ومحض كرامتنا { أَعْطَيْنَاكَ } يا أكمل الرسل إعطاء وكرامة { ٱلْكَوْثَرَ } [الكوثر: 1] الذي هو التحقق بوحدة الذات والانكشاف بها والوقوف عليها.
وبعدما أعطيناك ما أعطيناك، وخصَّصناك بالكرامة التي لم نعط أحداً من الأنبياء والرسل الذين مضوا قبلك { فَصَلِّ لِرَبِّكَ } ودم على التوجه وأخلص فيه، واستقم عليه { وَٱنْحَرْ } [الكوثر: 2] بدنة ناسوتك بعدما وصلت إلى كعب الذات، وفزت بعرفات الأسماء والصفات؛ تقرباً إلى الله، ولا تلتفت إلى من يشينك ويعيبك من الجهلة المكابرين.
{ إِنَّ شَانِئَكَ } الذي يشينك ويبغضك في شأنك وأمرك هذا { هُوَ ٱلأَبْتَرُ } [الكوثر: 3] المقطوع العقب والأثر من كل خير، وأثرك يبقى إلى قيام الساعة.
خاتمة السورة
عليك أيها المحمدي القاصد للورود إلى الحوض والكوثر والشرب منها أن تتوجه في عموم أوقاتك وحالاتك إلى الله على وجه التبتل والإخلاص، وتميت بهيمة بدنك بالموت الإرادي، وتهديها في طريق الحق؛ تقرباً إليه سبحانه؛ لتنال خير الدارين وفلاح النشأتين.