{ وَقُل } أيضاً يا أكمل الرسل { لِّلْمُؤْمِنَاتِ } المقيمات لحدود الله، المتحفظات لمحارمه: { يَغْضُضْنَ } وينقصن { مِنْ أَبْصَارِهِنَّ } ويقصرن نظرهن إلى أزواجهن، { وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ } من الميل إلى المحارم، ولهن ألاَّ يعرضن نفوسهن إلى غاير أزوجهن، { وَلاَ يُبْدِينَ } ويظهرن { زِينَتَهُنَّ } لغيرهن { إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا } ما ظهر من الثياب التي يلبسونهن، { وَ } من غاية تسترهم وتحفظهم { لْيَضْرِبْنَ } ويسترن { بِخُمُرِهِنَّ } ومقانعهن { عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ } أي: نحورهن وصدورهن مبالغةً في التستر والتحفظ.
{ وَ } الجملة: { لاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ } أي: التي يتزيَّن بها لازدياد الحسن { إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ } أي: لأزاجهن الزينةُ إنما هي لأجلهم { أَوْ آبَآئِهِنَّ } إذ هم الأولياء لهن { أَوْ آبَآءِ بُعُولَتِهِنَّ } لحفظهم محارم أبنائهم { أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ } لأنهم أُمناء على أمهاتهم { أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ } لأنهم حافظون حمية آبائهم ومحارمهم { أَوْ إِخْوَانِهِنَّ } لأنهم أحفظُ عليهن منهن؛ لخوف لحوق العار حميةً وغيرةً { أَوْ بَنِيۤ إِخْوَانِهِنَّ } إذ هم كآبائهم في محافظتهن { أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ } لأن نسبتهم إليهن كنسبتهم إلى آمهاتهم { أَوْ نِسَآئِهِنَّ } أي: المسلمات مطلقاً؛ إذ لا يتصور منهم الضرر سوى السحاقة، والضرر والإيمان يمنع عنهما { أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ } إذ الاحتراز عنه حرجٌ؛ لأنهم من أهل الخدمة { أَوِ ٱلتَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي ٱلإِرْبَةِ } أي: الحاجة والشهوة { مِنَ ٱلرِّجَالِ } الهرم الذين لا يبقى منهم الشهوة { أَوِ ٱلطِّفْلِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَىٰ عَوْرَاتِ ٱلنِّسَآءِ } لعدم بلوغهم وقت الحلم وثوران الشهرة.
{ وَ } أيضاً قل لهن: { لاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ } على عادة الجهال من التبختر والرقص { لِيُعْلَمَ } ويظهر { مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَ } بالجملة: { تُوبُوۤاْ } رجالاً ونساءً { إِلَى ٱللَّهِ } المبدئِ المبدعِ لكم من كتم العدم { جَمِيعاً أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ } بتحيد الله المصدقون لكتبه ورسله { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [النور: 31] وتفوزون بالفلاح والنجاح عند الملك التواب الفتاح.