التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا جَآءَكُمُ ٱلْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَٱمْتَحِنُوهُنَّ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلاَ تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى ٱلْكُفَّارِ لاَ هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلاَ هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّآ أَنفَقُواْ وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَآ آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلاَ تُمْسِكُواْ بِعِصَمِ ٱلْكَوَافِرِ وَاسْأَلُواْ مَآ أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُواْ مَآ أَنفَقُواْ ذَلِكُمْ حُكْمُ ٱللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
١٠
وَإِن فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى ٱلْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُواْ ٱلَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِّثْلَ مَآ أَنفَقُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيۤ أَنتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ
١١
-الممتحنة

تفسير الجيلاني

ثمَّ قال سبحانه: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا جَآءَكُمُ ٱلْمُؤْمِنَاتُ } المذعنات للإيمان حال كونهن { مُهَاجِرَاتٍ } من قِبَل الكفار { فَٱمْتَحِنُوهُنَّ } واختبروهن، وانظروا إليهن بنور الله المقتبس من مشكاة الإيمان متفرسين هل تجدوهن مواطئة قلوبهم بألسنتهن، مع أنه { ٱللَّهُ } المطلع على ما في قلوبهن { أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ } وبعدما تفرستم في شأنهن { فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ } وظننتموهن { مُؤْمِنَاتٍ فَلاَ تَرْجِعُوهُنَّ } ولا تردوهن { إِلَى ٱلْكُفَّارِ } حتى لا يصرن مرتدات، وبالجملة: بعد ظهور الإيمان منهن { لاَ هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ } أي: للأزواج الكفار { وَلاَ هُمْ } اي: الأزواج { يَحِلُّونَ لَهُنَّ } لاختلافهما في الدين.
{ وَ } بعدما حفظتموهن وحكمتموهن بالإيمان، إن جاء أزواجهن في طلبهن { آتُوهُم مَّآ أَنفَقُواْ } أي: مهورهن { وَ } بعدمى أتيتم وأعطيتم مهورهن لأزواجهن { لاَ جُنَاحَ } أي: لا ضيق ولا حرج { عَلَيْكُمْ } أيها المؤمنون { أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَآ آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ } مهورهن مرة أخرى مثل مهور سائر المؤمنات، ولا تحسبوا عليهن ما أعطيتم لأزواجهن من المهور.
{ وَ } بعدما ثبت أنه لا رخصة لكم في دينكم أن تردوا المؤمنات المهاجرات إلى الكفار { لاَ تُمْسِكُواْ } أي: لا تبقوا أيضاً أزواجكم أيها المؤمنون { بِعِصَمِ ٱلْكَوَافِرِ } أي: لا تقيموا بعقود أزواجكم الكافرات الملحقات إلى الكفار، بل خلوا سبيلهن { وَاسْأَلُواْ } منهن { مَآ أَنفَقْتُمْ } لهن من المهور بعدما لحن بالكفار { وَلْيَسْأَلُواْ } أي: الكفار أيضاً منكم { مَآ أَنفَقُواْ } من المهور لأزواجهم المؤمنات المهاجرات، الملحقات بكم { ذَلِكُمْ } أي: جميع ما ذكر في الآية { حُكْمُ ٱللَّهِ } المدبر لمصالحكم { يَحْكُمُ } به { بَيْنَكُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [الممتحنة: 10] يحكم بما يقتضيه علمه وحكمته.
{ وَإِن فَاتَكُمْ } أيها المؤمنون { شَيْءٌ مِّنْ } مهور { أَزْوَاجِكُمْ } بعدما لحقن { إِلَى ٱلْكُفَّارِ } ولم يؤدوا جميع مهورهن إليكم { فَعَاقَبْتُمْ } بعد ذلك، وغلبتم على الكفار المتمردين على أداء مهوركم، وأخذتم الغنائم منهم { فَآتُواْ } وأعطوا أيها المؤمنون قبل القسمة { ٱلَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ } إلى الكفار { مِّثْلَ مَآ أَنفَقُواْ } في مهور أزواجهم الكفارات الملحقات { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيۤ أَنتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ } [الممتحنة: 11] ولا تضيعوا حق أخيكم المؤمن.